اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية، مساء الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى في القدس الشرقية، وصورت المصلين الموجودين داخله، وقال شهود عيان إن قوات من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المصلى الواقع شرقي المسجد الأقصى واعتدت على حرمته للمرة الثالثة منذ السبت.
شهود العيان أضافوا لوكالة الأناضول أن اقتحام المصلى جاء بعدما أدى العشرات صلاتي المغرب والعشاء داخله تلبية لدعوات شبابية لحمايته؛ إثر اقتحامه عدة مرات خلال الأيام الأخيرة ومحاولة إفراغه. وأشاروا إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل منذ صباح الأحد على إخلاء المصلى من سجاد الصلاة والمصاحف، ومصادرة جميع المتعلقات الموجودة داخله.
وسبق أن اقتحم أفراد من الشرطة الإسرائيلية، المصلى ومنعوا المصلين وحراس المسجد من الدخول، دون توضيح الأسباب. وكانت عناصر الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المصلى، السبت، وقامت بكسر أحد أبوابه وتخريب شبكة الكهرباء داخله.
يذكر أنه خلال العشر الأواخر من شهر رمضان عمل المعتكفون على توصيل شبكة الكهرباء إلى المصلى مع استمرار السلطات الإسرائيلية في منع ترميمه، فيما يقول مقدسيون إن التعنت الإسرائيلي يهدف إلى اقتطاعه من المسجد.
في حين يقع مصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى المبارك، وظل محل صراع بين الفلسطينيين والسلطات الإسرائيلية طوال عقود، حيث أعيد افتتاحه في فبراير/شباط 2019 فيما عُرف بـ"هبة باب الرحمة" بعد إغلاق استمر قرابة 16 عاماً.
عملية دهس في القدس
تزامن اقتحام الأقصى مع ارتفاع عدد المصابين الإسرائيليين إلى 5، حالة أحدهم خطيرة، في عملية دهس، الإثنين، قرب سوق "محانيه يهودا" بالقدس الغربية. جاء ذلك وفق بيان لهيئة الإسعاف الإسرائيلية، نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، واطلعت عليه الأناضول.
قالت هيئة الإسعاف، إن من بين الجرحى رجلاً في السبعينيات من عمره، أصيب بجروح وُصفت بـ"الخطيرة". وأضافت أن امرأة في الثلاثينيات من عمرها أصيبت بجروح "متوسطة"، فيما وصفت جراح 3 رجال آخرين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاماً، بـ"الطفيفة".
بحسب المصدر ذاته، تم نقل المصابين إلى مستشفى "هداسا عين كارم" و"شعاري تسيديك" بالقدس.
من جانبها، قالت الشرطة إن "تحقيقاً أولياً في الحادث كشف أن سائق السيارة صدم في البداية أحد المشاة بينما كان يعبر الشارع، ثم استمر في دهس مشاة آخرين حتى ارتطام السيارة بأحد الجدران". وذكرت أنه "تمت تصفية منفذ الهجوم، وهو فلسطيني من سكان بيت صفافا بالقدس الشرقية، برصاص مدني إسرائيلي تصادف وجوده بمكان الحادث".
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "منفذ الهجوم يُدعى حاتم نجمة، وهو متزوج وأب لـ5 أطفال، من دون خلفية أمنية، لكن لديه سجل نفسي"، في إشارة إلى أنه كان يعاني مرضاً نفسياً.
بدوره، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في كلمة له بمناسبة بدء الاحتفال بـ"يوم الذكرى": "قبل بضع دقائق جرت محاولة أخرى لقتل مواطنين إسرائيليين في القدس". وأضاف في كلمة متلفزة بالقدس: "تأتي هذه الهجمات اعتقاداً منهم أن بإمكانهم اجتثاثنا من هنا، ولو كان باستطاعتهم لَقتلونا كلنا، لكنهم ليسوا قادرين علينا ونحن قادرون عليهم"، وفق تعبيره.