كشف تقييم سري ضمن وثائق البنتاغون المسربة أن أفغانستان أصبحت موقع تنسيق مهماً لتنظيم الدولة، حيث تخطط الجماعة الإرهابية لشن هجمات في جميع أنحاء أوروبا وآسيا، وتنفذ "مؤامرة طموحة" ضد الولايات المتحدة، وذلك بعد عامين من الانسحاب الأمريكي من البلاد، وفق ما ذكرته صحيفة Washington Post الأمريكية، السبت 22 أبريل/نيسان 2023.
يكشف التخطيط للهجوم المفصل في نتائج الاستخبارات الأمريكية التي سُرِّبَت على منصة Discord وحصلت عليها صحيفة Washington Post الأمريكية، عن جهود محددة لاستهداف السفارات والكنائس والمراكز التجارية وبطولة كأس العالم لكرة القدم التي استقطبت أكثر من مليوني متفرج الصيف الماضي في قطر.
إذ كان مسؤولو البنتاغون على علم في ديسمبر/كانون الأول بتسع مؤامرات من هذا القبيل نسقها قادة داعش في أفغانستان، وارتفع العدد إلى 15 بحلول فبراير/شباط، بحسب التقييم، الذي لم يُكشَف عنه من قبل.
تفاصيل وثائق البنتاغون المسربة
يقول التقييم الصادر في وثائق البنتاغون السرية، الذي صُنف بأنه سري للغاية ويحمل شعارات العديد من منظمات وزارة الدفاع: "يعمل تنظيم الدولة الإسلامية على تطوير نموذج فعال من حيث التكلفة للعمليات الخارجية يعتمد على موارد من خارج أفغانستان، ونشطاء في البلدان المستهدفة، وشبكات تسهيل واسعة النطاق".
كما يضيف: "من المرجح أن يمكّن هذا النموذج داعش من التغلب على العقبات -مثل الخدمات الأمنية المختصة- وتقليص الفترات الزمنية للمؤامرات، وتقليل فرص التعطيل".
النتائج في أفغانستان هي أحد جوانب التهديد الإرهابي المعقد والمتطور الموصوف في الوثائق المسربة، والمرتبط الآن بقضية يُتهم فيها أحد أعضاء الحرس الوطني الجوي لماساتشوستس بمشاركة معلومات سرية مع الأصدقاء عبر الإنترنت.
تكشف تقارير أخرى في نفس وثائق البنتاغون الدفينة عن جهود دؤوبة من قبل الدولة الإسلامية في أجزاء أخرى من العالم للحصول على الخبرة لصنع أسلحة كيماوية وتشغيل طائرات مسيَّرة، ومؤامرة يخطف فيها أنصار التنظيم دبلوماسيين عراقيين في بلجيكا أو فرنسا في محاولة لتأمين الإفراج عن 4 آلاف مقاتل مسجون.
بينما رفض مسؤولو إدارة بايدن التحقق من صحة وثائق البنتاغون المسربة، لكنهم دافعوا عن سجلهم في مكافحة الإرهاب منذ تولي بايدن منصبه.
فيما قالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، في بيان إن الولايات المتحدة "تحتفظ بالقدرة على إخراج الإرهابيين من ساحة المعركة دون وجود دائم للقوات على الأرض، وقد أعادت تنظيم عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية لمواجهة التهديدات المستقبلية "في أي مكان".
حيث استشهدت بغارة العمليات الخاصة الأمريكية في الصومال التي قتلت بلال السوداني، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، الذي قال مسؤولون أمريكيون إنه كان له تأثير على التنظيم في أفغانستان. وعلى عكس أفغانستان، يحتفظ البنتاغون بقوة عسكرية صغيرة في الصومال.
اتهامات لطالبان
كما قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير في مقابلة إن عدد مؤامرات تنظيم الدولة الإسلامية قد زاد ثم قل، والعديد من المؤامرات لم تحدث على الإطلاق.
بينما قال المسؤول إن طالبان عملت في أفغانستان بمثابة ضابط على فرع تنظيم الدولة الإسلامية هناك، المعروف باسم الدولة الإسلامية في خراسان. وخاضت الجماعتان حرباً علنية، حيث شن تنظيم داعش خراسان هجمات على الأقليات العرقية والمؤسسات الحكومية، وشنت قوات أمن طالبان غارات على مخابئ تنظيم الدولة الإسلامية.
قال المسؤول إن مكانة الدولة الإسلامية في خراسان ارتفعت داخل التنظيم الأوسع، وعزا ذلك جزئياً إلى الحملة المستمرة لإخماد خلايا الدولة الإسلامية في مواقع أخرى. وقال المسؤول إن الولايات المتحدة لديها أيضاً أساليب أفضل الآن وتكنولوجيا أفضل لتعقب عناصر الدولة الإسلامية.
أضاف المسؤول الكبير: "نرى الكثير من المناقشات، ولكن ليس الكثير من الإجراءات في هذه المرحلة". وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون آخرون، بينما رفضوا التعليق على تفاصيل الوثائق السرية، إن التقارير يبدو أنها تحمل تحذيرات سابقة بشأن احتمال تجدد الإرهاب في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي.
ليس من الواضح إلى أي مدى ينسق الفرع الأفغاني عملياته مع القيادة المركزية للتنظيم، التي يُعتَقَد أن مقرها في سوريا، لكن وثائق البنتاغون المسربة تسلط الضوء على أن المكونات في تلك البلدان تتطلع لمهاجمة أهداف غربية. وتورد التقارير الأكثر إثارة للقلق بالتفصيل الجهود التي تبذلها الجماعة لتجنيد خبراء تقنيين عبر الإنترنت لشن هجمات إرهابية في الخارج.