أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد 23 أبريل/نيسان 2023، إصابة أحد أعضاء السفارة المصرية بالسودان بطلق ناري، في الوقت الذي دعت فيه مواطنيها المتواجدين خارج مدينة الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة لهم، تمهيداً لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية المختصة، بسبب تواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم التاسع على التوالي.
وفي منشور للخارجية المصرية على صفحتها بموقع "فيسبوك"، الأحد، قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، السفير أحمد أبو زيد إن الدول التي لديها أعداد كبيرة من المواطنين تتجاوز العشرة اَلاف، مثل الحالة المصرية، تحتاج إلى عملية تخطيط مُحكمة وآمنة ومنظمة، لضمان سلامة ودقة عملية الإجلاء، خاصة في ظل التصاعد الخطير في حجم المخاطر.
أبوزيد كشف أن أحد أعضاء السفارة المصرية أصيب بطلق نارى بالفعل، وهو الأمر الذي يؤكد مرة أخرى على ضرورة توخى أقصى درجات الحذر، حفاظاً على سلامة مواطنينا وأعضاء بعثاتنا في السودان.
وفيما يتعلق بوضع البعثة الدبلوماسية، أوضح المتحدث باسم الخارجية أن العقيدة وميثاق العمل الراسخين لدى الدبلوماسي المصري تفرض عليه أن يكون آخر مَن يغادر ميدان عمليه بعد الاطمئنان على استكمال عملية إجلاء كل من يرغب من أعضاء الجالية فى المغادرة.
واندلع صراع عنيف على السلطة في السودان، مطلع الأسبوع الماضي، بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي". ودعت واشنطن السبت طرفي الصراع إلى تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في عطلة عيد الفطر، ليكون وقفاً دائماً للأعمال القتالية، لكنَّ الطرفين تبادلا الاتهامات بعدم احترام الهدنة.
خطة إجلاء المصريين من خارج الخرطوم
وفي وقت سابق، الأحد، دعت وزارة الخارجية المصرية كافة المواطنين المصريين الموجودين خارج مدينة الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة لهم تمهيداً لإجلائهم من السودان.
الوزارة دعت المصريين الموجودين بمدينة الخرطوم للبقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة السودانية، وإعادة تقييم الوضع في ضوء عدم استقرار الأوضاع الأمنية، طبقاً لتطور الموقف، وبالتنسيق مع السلطات السودانية، وبما يسمح بإجلائهم في إطار خطة الإجلاء الموضوعة لجميع المصريين في السودان.
يأتي ذلك بينما أجلى عدد من الدول العربية والغربية رعاياها ودبلوماسييها، حيث أعلن الجيش الأمريكي إجلاء جميع موظفي الحكومة الأمريكية من سفارة واشنطن في الخرطوم، ومن بينهم عدد صغير من الدبلوماسيين من دول أخرى، في عملية شهدت إجلاء أقل من 100 شخص، وسط استمرار القتال في السودان.
فيما استؤنف القتال في العاصمة الخرطوم، بعد هدنة مؤقتة شهدت توقف المعارك مؤقتاً، الجمعة، في أول أيام عيد الفطر. وخلَّف القتال في السودان مئات القتلى وآلاف الجرحى، بينما يعاني السودانيون من نقص في الكهرباء والغذاء.
كان الحليفان السابقان، قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، استوليا على السلطة كاملة في انقلاب العام 2021، وأطاحا خلاله بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم، لكن الخلافات والصراع على السلطة ما لبث أن بدأ بينهما، وإن بقي كامناً في فترة أولى.