أعلن قائد قوات الدعم السريع بالسودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، السبت، 22 أبريل/نيسان 2023، التزام قواته بالوقف الكامل لإطلاق النار خلال فترة الهدنة، بينما أكد الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع تواصل القصف المدفعي وأعمال العنف.
إذ قال حميدتي في تغريدة: "بحثت اليوم عبر الهاتف مع وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، التطورات الراهنة في السودان والأسباب التي أدت إلى تفاقم الأوضاع وكيفية استثمار الهدنة المعلنة في فتح الممرات الانسانية".
حميدتي أضاف: "نحن ملتزمون بالوقف الكامل لإطلاق النار خلال فترة الهدنة، ونؤكد احترامنا للقانون الدولي الإنساني وكل حقوق المدنيين".
وأسفر القتال الذي اندلع في مطلع الأسبوع الماضي بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف أيضا باسم حميدتي، عن مقتل مئات الأشخاص.
كما أعرب حميدتي عن شكره لوزيرة الخارجية الفرنسية على "النقاش المثمر والبناء، الذي اتفقنا فيه على العديد من المسائل الضرورية التي سيكون لها تأثير مباشر على مجمل الأوضاع في البلاد".
تجدد الاشتباكات
والسبت، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر.
إذ قال سكان في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للخرطوم إن القتال اشتد قبل ظهر السبت بعد هدوء نسبي، إذ وقعت ضربات جوية بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية ومعارك بالأسلحة النارية في عدة مناطق.
وأظهر بث تلفزيوني مباشر لعدة قنوات تصاعد سحابة كبيرة من الدخان الأسود من مطار الخرطوم، ودوي إطلاق نار ومدفعية.
ومساء الجمعة، أعلن الجيش السوداني في بيان، موافقته على هدنة لمدة 3 أيام، وذلك بعد ساعات من إعلان "الدعم السريع" موافقتها على هدنة من القتال الذي أودى بحياة 413 شخصاً منذ اندلاعه في 15 أبريل/نيسان الجاري، وفق منظمة الصحة العالمية.
وقوض انزلاق السودان المفاجئ إلى الحرب خططاً لاستعادة الحكم المدني، ودفع البلد الذي يعاني الفقر بالفعل إلى شفا كارثة إنسانية، وهدد باندلاع حرب أشمل قد تجتذب قوى خارجية.
ولم تبرز أي مؤشرات حتى الآن على أن أياً من الطرفين يستطيع تحقيق نصر سريع أو أنه مستعد للتراجع وإجراء حوار. ويملك الجيش قوات جوية لكن تنتشر قوات الدعم السريع بشكل كبير في المناطق الحضرية، بما في ذلك المناطق المحيطة بالمنشآت الرئيسية في وسط الخرطوم.
ومع ذلك قال البرهان لقناة العربية، اليوم السبت "يجب أن نجلس جميعاً كسودانيين، ونجد المخرج الملائم حتى نعيد الأمل ونعيد الحياة". وهذه أكثر تعليقاته تصالحية منذ اندلاع القتال.
ويشغل البرهان وحميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم، الذي كان يشرف على عملية الانتقال السياسي بعد انقلاب 2021، وهي العملية التي كان من المفترض أن تشمل الانتقال إلى الحكم المدني ودمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وعام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام، منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.