عُثر قبالة سواحل الفلبين على حطام سفينة يابانية نُسفت خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى متنها أكثر من ألف شخص، معظمهم من أسرى الحرب الأستراليين، ما يغلق فصلاً مأساوياً من تاريخ البلاد، بعد ثمانية عقود من الغموض حول الحادثة.
"مؤسسة سايلنتوورلد"، (سايلنتوورلد فاونديشن)، التي تنشط في البحث عن الآثار في أعماق البحار، ذكرت السبت 22 أبريل/نيسان 2023، أنها رصدت في 18 أبريل/نيسان 2023، السفينة "مونتيفيديو مارو" على عمق أكثر من أربعة آلاف متر في بحر الصين الجنوبي، على بعد 110 كيلومترات عن جزيرة لوزون الفلبينية.
عُثر على السفينة، التي فُقدت في يوليو/تموز 1942، بعد حملة بحث في الأعماق استغرقت 12 يوماً، باستخدام طائرة مسيّرة مزودة بسونار، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان قد تم إغراق السفينة بواسطة غواصة أمريكية، دون أن تعلم أنها تنقل أسرى حرب، ووقع الحادث بينما كانت السفينة في طريقها مما يعرف الآن ببابوا غينيا الجديدة إلى هاينان الصينية، بحسب وكالة رويترز.
"مؤسسة سايلنت وورلد" أفادت بأن 1060 شخصاً قتلوا في غرق السفينة، بينهم 979 أسترالياً، أسروا خلال معركة رابول في غينيا الجديدة، وكان 850 من هؤلاء الأستراليين على الأقل جنوداً.
بين الذين قتلوا على متن السفينة 33 بحاراً من سفينة الشحن النرويجية "هيرشتاين"، أسرهم اليابانيون في رابول، ونحو 20 يابانياً هم حراس وأفراد طاقم السفينة، حسب المؤسسة نفسها، التي أوضحت أيضاً أن التخطيط لعملية البحث عن السفينة استغرق خمس سنوات، وبدأت عمليات البحث في السادس من أبريل/نيسان 2023.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "عُثر أخيراً على المكان الذي يرقد فيه" قتلى السفينة المفقودة، معبراً عن أمله في أن "تجلب أخبار اليوم بعض الراحة لأحبائهم الذين انتظروا طويلاً".
تُشير "مؤسسة سايلنت وورلد" إلى أن حُطام السفينة سيترك في مكانه، ولن يتم نقل أي شيء أو رفات بشرية احتراماً لأسر الضحايا، وبيّنت أن من بين ضحايا هذه الحادثة أيضاً مواطنين من بريطانيا والدنمارك وإستونيا وفنلندا وأيرلندا وهولندا ونيوزيلندا وجزر سليمان والسويد والولايات المتحدة.
يأتي الكشف عن مصير السفينة الذي طال انتظاره قبل إحياء ذكرى يوم "أنزاك"، في 25 أبريل/نيسان، وهو يوم رئيسي في أستراليا ونيوزيلندا، لإحياء ذكرى مقتل جنودهما في جميع الحروب العسكرية.