يبدأ سعر وجبة فاخرة على متن منطاد نادر من نوعه، من 130 ألف دولار للفرد الواحد، حيث إن سيليستي "كبسولة ضغط فاخرة"، وتديرها واحدة من شركتين فرنسيتين تقدمان للركاب فرصة حملهم نحو الأعالي بواسطة منطاد هيليوم، وفق ما أفادت صحيفة The Times البريطانية.
ويتمتع المنطاد بحجمٍ يساوي حجم كنيسة الساكري كور في باريس، ليمنح ركابه نظرةً على كوكب الأرض من بين النجوم، بينما تُمثِّل المأكولات والمشروبات الفاخرة، التي سيجري تقديمها على حافة طبقة الستراتوسفير، لمسة رقي مميزة من بلاد الغال، لتُعبِّر بذلك عن انضمام فرنسا لسباق اصطحاب السياح إلى خارج حدود عالمنا.
وتدير الرحلة شركة Zephalto التي تأسست بواسطة فينسنت فاريت داستيس، وتستهدف إضفاء لمسة حضارية فرنسية على المنافسة بين شركات السياحة الفضائية الأمريكية واليابانية، لتبيع رحلات للركاب دون أن يضطروا لاحتمال قوة التسارع وانعدام الوزن وتكلفة الصواريخ الباهظة، وتنوي الشركة إطلاق أولى رحلاتها في عام 2025.
وتَعِدُ شركة Zephalto، التي يقع مقرها في مدينة تولوز، مع شركة السياحة الفضائية الفرنسية الأخرى بتقديم تجربةٍ مذهلة لا مثيل لها، حيث أوضح فاريت داستيس، مراقب الرحلات الجوية السابق: "تنبع الفكرة من حلم السفر على متن مركبة تشبه السفينة التي تُبحر نحو النجوم".
3 ساعات في الفضاء
وسيحمل المنطاد سيليستي ستة ركاب وطيارين، بينما سيستغرق 90 دقيقة للصعود إلى ارتفاع 24 كيلومتراً، قبل قضاء ثلاث ساعات كاملة في الأعلى، ثم الهبوط إلى الأرض في 90 دقيقة أخرى.
وسيستمتع الركاب بطعام حائز على نجمة ميشلان، لكن اسم الطاهي لم يتحدد بعد. بينما سيجري تصميم الديكورات الداخلية بواسطة جوزيف ديراند، وهو مصمم باريسي عصري يتبع الأسلوب التقليلي.
وقالت شركة Zephalto في تصريحٍ لها: "ستعيشون إحساس تأثير النظرة العامة، وستنتابكم المشاعر المذهلة التي لم يشعر بها سوى 600 رائد فضاء فقط حتى الآن".
وقد نفدت التذاكر بالكامل رغم التكلفة الباهظة للرحلة.
تدريبات خاصة
من جانب آخر، يحتاج الركاب لتدريب خاص إذا أرادوا الركوب مع الشركة الفرنسية المنافسة لـZephalto، وذلك على متن منطاد هيدروجين مع كبسولةٍ تتسع لست أشخاص من تصميم شركتي Stratoflight وExpleo.
إذ تحتوي تلك الكبسولة على شرفةٍ مفتوحة تُتيح للراكبين إلقاء نظرةٍ مباشرة على الأرض أسفلهم، من ارتفاع 32 كيلومتراً، أثناء ارتداء بذلات ضغط فضائية. وقد جرى تصميم هذه المركبة حتى تنزلق نحو الأرض مرةً أخرى باستخدام جناح يشبه الطائرة الشراعية.
وتُعتبر فرنسا رائدةً في المناطيد منذ عام 1783، عندما اخترع الأخوان مونغولفييه منطاد الهواء الساخن. بينما سجل ألان إيوستاس الرقم القياسي لأعلى هبوط مظلي من الستراتوسفير في عام 2014، عندما قفز من ارتفاع بلغ 41 كيلومتراً تقريباً.
وتقول وكالة ناسا إن الفضاء يبدأ عند ارتفاع أعلى بكثير من الارتفاع المخطط لمناطيد الركاب، وذلك عند نحو 80 كيلومتراً بحسب الوكالة.
رحلات سياحية خارج عالمنا
وتحظى شركة Zephalto بدعم المركز الوطني للدراسات الفضائية، من أجل تطوير المناطيد والكبسولات القابلة لإعادة الاستخدام. وقد نفذت الشركة عدة رحلات جوية على ارتفاعات بالفعل، وتخطط لإجراء اختبارات على ارتفاعات أعلى في العام الجاري، وذلك قبل صدور الشهادة وانطلاق الرحلات التجارية المخططة في 2025.
وبعكس الرحلات الصاروخية التي تُطلق مئات الأطنان من الغازات في الغلاف الجوي، سنجد أن مهمة المنطاد الواحدة تترك بصمة كربونية تعادل تلك الناتجة عن تصنيع بنطال جينز واحد بحسب الشركة.
لكن المشروعات الفرنسية والأمريكية قد تخسر السباق لصالح شركة Iwaya Giken اليابانية الناشئة، التي تستهدف تقديم "رحلات لطيفة" على ارتفاع 24 كيلومتراً بداية من أواخر العام الجاري، وذلك على متن كبسولة صغيرة بقطر يبلغ 1.5 متر وتحمل طياراً وراكباً واحداً فقط.
وستبلغ تكلفة الاستمتاع بالمشهد من النوافذ الكبيرة لتلك الكبسولة 186 ألف دولار تقريباً.
يُذكر أن فكرة اصطحاب السياح إلى خارج حدود عالمنا ليست فكرة جديدة، بل طُرِحَت من قبل بدرجات نجاح مختلفة. وقد اجتاز 49 مدنياً خط كارمان حتى الآن، وهو الخط الذي يمثل بداية حدود الفضاء ويقع على ارتفاع 100 كيلومتر فوق سطح الأرض.