الجيش السوداني يوافق على “هدنة العيد” بعد نهار أول شهد اشتباكات عنيفة.. اشترط وقف التحركات العسكرية

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/21 الساعة 17:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/21 الساعة 17:10 بتوقيت غرينتش
اشتباكات في الخرطوم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني - رويترز

قالت القوات المسلحة السودانية في بيان، الجمعة، 21 أبريل/نيسان 2023، إنها وافقت على هدنة لمدة 3 أيام، وذلك بعد أن شهدت عدة أحياء بالعاصمة السودانية الخرطوم تبادلاً لإطلاق النار في اليوم الأول من عطلة عيد الفطر. 

وجابت قوات من الجيش العاصمة الخرطوم سيراً على الأقدام للمرة الأولى منذ اندلاع القتال قبل نحو أسبوع مع قوات الدعم السريع.

وقال الجيش في بيان إنه يأمل "أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها".

ووافقت قوات الدعم السريع، شبه العسكرية السودانية، في وقت سابق الجمعة، على هدنة مدتها 72 ساعة.

وقال شهود إن جنوداً وعناصر من الدعم السريع تبادلوا إطلاق النار في مناطق سكنية في شمال العاصمة وغربها ووسطها، بما في ذلك خلال صلاة العيد في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

وأودى القتال بحياة المئات، وقوّض مسعى قام به الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للتوسط في هدنة مؤقتة خلال عطلة العيد، والسماح للمدنيين بالانتقال إلى مناطق آمنة.

وسُمع دوي إطلاق نيران من أسلحة ثقيلة في أنحاء الخرطوم ومدن أخرى، وأظهرت لقطات نشرتها القوات المسلحة استقبالاً حافلاً وهتافات لقوات من الجيش تحمل أسلحة نصف آلية.

فيما تحققت وكالة رويترز من أن موقع تصوير الفيديو في شمال المدينة، لكنها لم تتمكن على الفور من التحقق من تاريخ التقاطه.

 وأطاح الصراع بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، بالآمال في إحراز تقدّم باتجاه تحقيق الديمقراطية في السودان، كما قد يؤجج منافسة إقليمية بين روسيا والولايات المتحدة.

واندلع العنف بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني يوم السبت، الأمر الذي أخرج خطة مدعومة دولياً للانتقال إلى الديمقراطية المدنية عن مسارها بعد 4 سنوات من سقوط الرئيس السابق عمر البشير في احتجاجات حاشدة، وبعد عامين من انقلاب عسكري.

مئات القتلى من المدنيين 

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصاً على الأقل قُتلوا، وأُصيب الآلاف في الصراع الذي يدفع السودان إلى كارثة إنسانية في ظل تعرّض المستشفيات لهجمات وفرار ما يصل إلى 20 ألفاً إلى الجارة تشاد.

فيما فر آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم وسط إطلاق نار وانفجارات أمس الخميس، وعبَّرت أعداد كبيرة الحدود إلى تشاد هرباً من القتال الدائر في منطقة دارفور بغرب السودان.

وقال سايرس باي، منسق مشاريع منظمة أطباء بلا حدود في الفاشر بشمال دارفور، إن مستشفى ولادة جرى تحويله لعلاج الضحايا امتلأ عن آخره وتنفد الإمدادات منه بسرعة. وتم إغلاق بقية مستشفيات المدينة.

وأضاف أن معظم المصابين الذين استقبلهم المستشفى منذ يوم السبت، والبالغ عددهم 279، كانوا من المدنيين الذين أُصيبوا برصاصات طائشة، وكثير منهم من الأطفال. وأشار إلى أن 44 منهم لقوا حتفهم.

وذكرت مجموعة أخرى من الأطباء أن ما لا يقل عن 26 شخصاً لقوا حتفهم، وأصيب 33 في مدينة الأبيض غربي الخرطوم. وتحدث شهود عن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وأعمال نهب واسعة النطاق.

فيما قال غوتيريش للصحفيين، بعد اجتماع عبر الإنترنت مع قادة الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات أخرى أمس الخميس: "كان هناك توافق شديد في الآراء على إدانة القتال الدائر في السودان والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية باعتبار ذلك أولوية فورية".

وأضاف أنه يتعين السماح للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع بالخروج من هذه المناطق والحصول على العلاج الطبي والغذاء والإمدادات الأخرى.

تحميل المزيد