أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على آخر تطورات القضية الفلسطينية، وذلك خلال لقائهما في مدينة جدة غربي المملكة التي وصلها عباس، الإثنين، في زيارة غير محددة المدة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية.
ويتزامن وجود عباس في السعودية، مع زيارة وفد رفيع من حركة "حماس" بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إلى المملكة، هي الأولى من نوعها منذ سنوات.
وأفادت الوكالة الفلسطينية، بأن الرئيس عباس أطلع ولي العهد ابن سلمان "على آخر التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة"، وأشاد الرئيس الفلسطيني بـ"السعودية ودورها في دعم قضايا الأمة، وخاصة القضية الفلسطينية، وصولاً لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والسيادة في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والتمسك بمبادرة السلام العربية".
وأشارت الوكالة، إلى أنه "جرى الاتفاق على استمرار التنسيق على المستويات كافة، كما تم بحث الأوضاع في المنطقة، وسبل إنجاح القمة العربية القادمة في الرياض (المقررة في 19 مايو/أيار المقبل)".
من جانبه، أكد ولي العهد السعودي "موقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية، وأن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله"، وفق المصدر ذاته.
وتأتي مباحثات رئيس السلطة الفلسطينية وولي العهد السعودي بالتزامن مع زيارة لقادة حماس إلى المملكة، وذكر مصدر فلسطيني مُطلع، في وقت سابق أن وفد حماس وصل السعودية، مشيراً إلى اعتزامه أداء مناسك العمرة ولقاء مسؤولين سعوديين في مكة المكرمة.
أوضح المصدر ذاته أن "الزيارة سوف تستمر عدة أيام، وستبحث عدداً من القضايا الفلسطينية والعلاقة بين المملكة وحماس".
كانت آخر زيارة لحركة "حماس" إلى الرياض في عام 2015، حينما التقى وفد بقيادة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين سعوديين في مدينة مكة المكرمة.
كانت السعودية تقيم علاقات طيبة مع حماس، إلا أنها دخلت في مرحلة فتور ثم قطيعة خلال السنوات الأخيرة. وفي سبتمبر/أيلول 2019، أعلنت "حماس" أن السلطات السعودية اعتقلت القيادي في الحركة وممثلها في الرياض محمد الخضري ونجله هاني، ضمن حملة طالت عشرات الفلسطينيين، يحمل بعضهم الجنسية الأردنية.
أما في أغسطس/آب 2021، فقضت المحكمة الجزائية السعودية، بالحبس 15 عاماً على الخضري، بتهمة "دعم المقاومة"، ضمن أحكام طالت 69 أردنياً وفلسطينياً، تراوحت ما بين البراءة والحبس 22 عاماً.
لكن في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أفرجت الرياض عن الخضري ورحّلته إلى العاصمة الأردنية عمان، كما أفرجت عن معتقلين أردنيين وفلسطينيين خلال فبراير/شباط 2023.