أظهرت صور أقمار صناعية حجم الدمار والأضرار التي لحقت بالعاصمة السودانية، الخرطوم، وذلك على وقع المواجهات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، والتي دخلت، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، في يومها الثالث.
الصور التقطتها شركة "ماكسار" للأقمار الصناعية، ونُشرت مساء الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، وأظهرت الصور تصاعد أعمدة الدخان من مدرج مطار الخرطوم، الذي كان قد تعرض لهجوم مع بدء الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع".
كذلك أظهرت الصور تضرر مبانٍ للجيش، بينها مبنى وزارة الدفاع، ومبنى القيادة العامة، فضلاً عن اشتعال حرائق بجانب مستشفى في الخرطوم، وأظهرت الصور أيضاً اشتعال حرائق في طائرتين بمطار الخرطوم.
كانت الاشتباكات قد بدأت السبت 15 أبريل/نيسان 2023، بين وحدات في الجيش موالية لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
اندلعت هذه الاشتباكات، وهي الأولى منذ أن اشترك البرهان وحميدتي في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بسبب خلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار مرحلة انتقالية نحو الحكم المدني.
ويعلن الطرفان عن معلومات متضاربة حول سيطرة كل طرف على مقار وأسلحة للطرف الثاني، وذكر بيان للجيش أن اشتباكات محدودة جرت حول محيط القيادة العامة بوسط الخرطوم، وأن قوات "الدعم السريع" تنشر قناصة على بعض البنايات لكن "يجري رصدها والتعامل معها".
من جانبهم، قال شهود عيان لوكالة رويترز، الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، إن الجيش شن ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، وتمكن من تدمير معظم منشآتها.
أضافوا أن الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع، بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه إلى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي ظلت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية حتى يوم الأحد.
من شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجيش السوداني، و"الدعم السريع"، أن يؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق، في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي، ويمكن أيضا أن يعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.
يأتي هذا فيما قالت نقابة الأطباء السودانية في بيان إن 97 مدنياً على الأقل قتلوا وأصيب 365، وأضافت أن عشرات الجنود قُتلوا دون أن تذكر رقماً محدداً بسبب نقص المعلومات من المستشفيات.
يُشار إلى أن الاشتباكات تأتي في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش، وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية، مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.