أعربت قوات "الدعم السريع" في السودان عن "أسفها" لما أثاره فيديو تظهر فيه عناصر من تلك القوات وهي تنفذ عملية توقيف لجنود مصريين في قاعدة مروي، شمالي البلاد، مرجعة تسريب الفيديو إلى عسكريين صغار، وذلك خلال اشتباكات بين "الدعم السريع" والجيش السوداني.
جاء ذلك في تصريح لمسؤول الإعلام بـ"الدعم السريع"، مساء السبت 15 أبريل/نيسان 2023، بالتزامن مع إعلان الجيش المصري، عبر بيان، أن هؤلاء العسكريين كانوا يشاركون في تدريبات مع نظرائهم بالسودان، وأنه جار التنسيق لتأمينهم، مهيباً بالحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وخلال الساعات الأخيرة شهدت منصات التواصل الاجتماعي تداول مقطعي فيديو لم يتسن للأناضول التأكد من صحتهما، يظهران عناصر من "الدعم السريع" وهي تنفذ عملية توقيف لجنود مصريين، وتوجه إليهم إهانات لفظية.
ونقلت صحيفة المصري اليوم المصرية (خاصة)، عن مسؤول الإعلام في قوات "الدعم السريع"، نزار سيد، قوله إنهم "يحترمون مصر كبلد وشعب، ويقدرون القوات المسلحة المصرية"، لافتاً إلى أن "المجموعة الموجودة لديهم سيتم تسليمها للقيادة المصرية عندما تهدأ الأوضاع".
المسؤول أضاف أن الفيديو المنتشر "صحيح وجاء من عسكريين صغار (في قوات الدعم) لا يعرفون المسائل وتأثيرها داخلياً وخارجياً، لكن المجموعة العسكرية في الحفظ والصون، وتم وضعهم في مكان آمن حفاظاً على أرواحهم".
ومساء السبت، قال قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مداخلات هاتفية مع إعلام عربي، إن القوات المصرية "في الحفظ والصون، وجاهزون لإعادتهم في أسرع فرصة، ونحن آسفون للفيديوهات التي التُقطت لهم، طلعت (خرجت) غصب عنا".
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر، لا سيما "تويتر"، تغريدات تنتقد موقف قوات "الدعم السريع"، وتطالب بموقف مصري سريع رداً على ما اعتبروه "إهانة".
وأعربت عواصم ومؤسسات دولية وعربية وإقليمية عن قلقها من تداعيات القتال في السودان، ودعت إلى وقف فوري للاشتباكات، وتغليب الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة.
وتبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، السبت، اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما، فيما وصف الجيش قوات "الدعم السريع" بـ"المتمردة".
واندلعت الاشتباكات قبل ساعات من لقاء كان مرتقباً بين قائد الجيش، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وحميدتي، نائبه في مجلس السيادة، وقائد قوات "الدعم السريع".
وثمة خلاف بين البرهان وحميدتي بشأن دمج مقترح لقوات "الدعم السريع" في الجيش، حيث يريد البرهان إتمام العملية خلال عامين، هي مدة مرحلة انتقالية مأمولة، بينما يتمسك حميدتي بعشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أنه يخفي أطماعاً في الحكم.
وجراء خلافهما، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين، آخرهما كان مقرراً في 5 أبريل/نيسان الجاري، لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان منذ أن فرض البرهان في 2021 إجراءات استثنائية، اعتبرها الرافضون "انقلاباً عسكرياً"، بينما قال هو إنها تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية".