انتقد مسؤولون إسرائيليون وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بسبب مواقفه الأخيرة من التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، حيث اتهمه مسؤول كبير بـ"إذكاء نيران الأحداث"، بحسب ما نقلته صحيفة Times of Israel الإسرائيلية، الجمعة 14 أبريل/نيسان 2023.
وتسبب تصاعد التوترات في المسجد الأقصى بالقدس خلال الأسابيع القليلة الماضية، في تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل بين الأردن وإسرائيل، حيث قال مسؤولون أمريكيون إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رفض في الأيام الأخيرة التحدث إلى ممثلي الحكومة الإسرائيلية، وأكدوا أن التوترات لا تزال مرتفعة.
في التعقيب على ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنَّ سلوك وزير الخارجية أيمن الصفدي وتصريحاته الأخيرة فاقمت الأزمة، مضيفاً أنه "تصرف مثل نسخة أردنية من [إيتمار] بن غفير"، في إشارة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، الذي يُنظَر إلى سلوكه وسياساته على نطاق واسع على أنها تساهم في تصاعد الاحتكاك مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
وهاجم الأردن إسرائيل مراراً في أكثر من 10 تصريحات بشأن حادثة اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء بالضرب على المصلين.
وعند نقطة محددة، رفض الأردن تلقي رسائل من إسرائيل عبر الولايات المتحدة أو الإمارات العربية المتحدة، قائلاً إنه لن يقبل إلا الرسائل المباشرة وبعد أن تتعهد إسرائيل بعدم اقتحام المسجد مرة أخرى.
وأجرى أيمن الصفدي سلسلة من المقابلات مع وسائل إعلام دولية أعرب فيها عن انتقاد لاذع لإسرائيل، وحث أيضاً على عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن هذه المسألة. وبحسب موقع أكسيوس، فإنه لا يزال يرفض التحدث مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية، ولا تزال التوترات محتدمة للغاية.
من جانبهم، قال مسؤولون إسرائيليون، الذين نقل عنهم التقرير الإخباري، إنهم عقدوا اجتماعات إيجابية مع أيمن الصفدي قبل رمضان، ولكن حين تصاعدت التوترات تبنى موقفاً متشدداً.
ونقل عن مصدر لم يذكر اسمه قوله: "أخبر الإسرائيليون الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية، بأنَّ حقيقة عدم حدوث انفجار [في العلاقات] هي نتيجة لضغط إدارة بايدن على الأردن".
وجاء التقرير بعدما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان، منع اليهود وغيرهم من غير المسلمين من اقتحام الأقصى خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان.
الأحد 9 أبريل/نيسان، قال الأردن إنَّ إسرائيل ستكون مسؤولة عن أي تصعيد ناتج عن السماح لليهود بالدخول إلى الحرم القدسي.
وفي مقابلة نُشِرَت هذا الأسبوع، دعا أول سفير أردني لدى إسرائيل حكومة بلاده إلى تغيير نهج علاقاتها في ضوء الحكومة المتشددة الإسرائيلية الحالية، وقال إنه لم تعُد هناك فرصة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بتحقيق حل الدولتين.
وتشهد مدينة القدس توتراً منذ أيام، عقب اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في 5 أبريل/نيسان، والاعتداء على المصلين فيه بالضرب وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ومنعهم من الاعتكاف فيه.
وأدت الاقتحامات المتكررة للأقصى إلى توتر واشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والمناطق العربية بإسرائيل، إضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا.