ظهرت مجموعة وثائق البنتاغون المسربة، خاصة المرتبطة بالهجوم الروسي على أوكرانيا، على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أبرزها تطبيق يسمى "ديسكورد"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023.
في تعريف التطبيق على موقعه الرسمي، يقول إن "ديسكورد" هو تطبيق دردشة بالكتابة والصوت والفيديو، يستخدمه عشرات الملايين من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 13 عاماً، للتحدث والتواصل مع مجتمعاتهم وأصدقائهم، وفقاً لـ"الموقع الرسمي للتطبيق".
يبلغ عمر المنصة ثماني سنوات، وتحظى بشعبية كبيرة بين الشباب ولاعبي ألعاب الفيديو، وقيل إن وثائق البنتاغون المسربة قد تم تداولها على المنصة في وقت مبكر من مارس/آذار الماضي، قبل ظهورها على مواقع أخرى، وفقاً لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
تم تقديم التطبيق في عام 2015 بواسطة مشغل ألعاب فيديو ومبرمج كمبيوتر، جاسون سيترون، والذي أنشأه حتى يتمكن الأشخاص من استخدامه للتواصل مع بعضهم البعض أثناء ممارسة الألعاب.
بحلول أواخر عام 2021، كان لدى التطبيق أكثر من 150 مليون مستخدم نشط كل شهر، ارتفاعاً من 56 مليوناً في عام 2019، وبلغت قيمة التطبيق مؤخراً 14.7 مليار دولار، وفقاً لمزود بيانات السوق "PitchBook".
"ديسكورد" والمحتوى الضار
قبل قضية وثائق البنتاغون المسربة، واجه "ديسكورد" العديد من الاتهامات بنشر "محتوى ضار" خلال السنوات الماضية، بما في ذلك استخدام القوميين خوادم التطبيق لتنظيم تجمع في شارلوتسفيل، بولاية فيرجينيا، في عام 2017.
كما استخدمه الشخص الذي قتل 10 أشخاص في متجر بقالة في بوفالو بولاية نيويورك، لنشر خططه ورسائله العنصرية على المنصة، قبل هجومه في مايو/أيار 2022.
بعد طرد مناصري الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من أتباع نظريات المؤامرة وفرضية تفوق العرق الأبيض من المنصات الإلكترونية الكبرى في الولايات المتحدة، انكفأوا إلى شبكات أكثر سرية يصعب ضبطها، ومنها تطبيق ديسكورد، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
من جانبها، قالت الشركة المالكة للتطبيق إنها أصبحت أكثر جدية بشأن الإشراف على المحتوى، وإن 15% من موظفيها الذين يزيد عددهم عن 900 موظف يعملون في فرق الثقة والسلامة.
وثائق البنتاغون المسربة
تحظر "إرشادات المجتمع الخاصة بالتطبيق" الحض على الكراهية والمضايقات والتهديدات والتطرف العنيف ومواد الاعتداء الجنسي على الأطفال والمعلومات المضللة، لكن لم يتضح ما إذا كانت المستندات المسربة تنتهك إرشادات الشركة.
قالت ديسكورد، إنها تعمل مع السلطات فيما يتعلق بوثائق البنتاغون المسربة. وقالت متحدثة باسم الشركة في بيان "فيما يتعلق بالانتهاك الواضح لمواد سرية، نحن نتعاون مع سلطات إنفاذ القانون".
بينما اعتبر البنتاغون أن عملية التسريب تشكل "خطراً جسيماً جداً" على الأمن القومي للولايات المتحدة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
حيث أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، كريس ميغر، أن تداول هذه الوثائق على الإنترنت يشكل "خطراً جسيماً جداً على الأمن القومي للولايات المتحدة، وأنها قد تنشر معلومات مضللة".
ويرتبط كثير من هذه الوثائق بالحرب في أوكرانيا، وبعضها يقيم أوضاع النزاع في مطلع مارس/آذار الماضي، بما في ذلك حجم الخسائر الروسية والأوكرانية، بينما يتطرق بعضها الآخر إلى الوضع على جبهات محددة، مثل باخموت.
تتحدث الوثائق، من بين مواضيع أخرى، عن دفاعات كييف الجوية الحاسمة لمواجهة الضربات الروسية، وعن المساعدات الدولية للقوات الأوكرانية.