يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته لبكين إقناع الرئيس الصيني شي جين بعدم إرسال أسلحة إلى روسيا، وألا يضع رهاناته على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، حسب ما نقله موقع Axios الأمريكي، الخميس 7 أبريل/نيسان 2023، عن مسؤول فرنسي.
والتقى ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مع شي في بكين، الخميس، وقال ماكرون للرئيس الصيني إنه يعتمد عليه لـ"إعادة روسيا إلى رشدها".
المسؤول الفرنسي، أكد أنه من المنطقي أن يعرب ماكرون عن دعمه لمحاولات الصين للوساطة بين روسيا وأوكرانيا؛ لأنه من الأفضل أن تتحدث بكين عن السلام بدلاً من التحرك لتسليح روسيا.
كما أضاف المسؤول، أن ماكرون يميل إلى اتخاذ موقف عام أكثر اعتدالاً تجاه الصين بشأن مجموعة من القضايا مقارنة بنظرائه في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى؛ لأنه لا يواجه الكثير من الضغوط السياسية المحلية لإظهار موقف متشدد مع الصين.
وعلى الرغم من ذلك، كانت أوكرانيا على رأس جدول أعمال لقاء يوم الخميس 6 أبريل/نيسان. وحثّ القادة الأوروبيون شي على إجراء مكالمة طال انتظارها إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأكدوا أنه ستكون هناك عواقب إذا سلّح شي " صديقه العزيز" فلاديمير بوتين.
من جانبه، رفض البيت الأبيض والعديد من المحللين الغربيين "خطة سلام" بكين باعتبارها سياسة تمويه من حكومة توفر "غطاءً دبلوماسياً" للعدوان الروسي.
وعلى النقيض من ذلك، قال ماكرون في بكين إنَّ مقترحات شي، رغم أنها ليست مثالية، تُظهِر "إرادة للعب دور مسؤول ومحاولة بناء طريق نحو السلام". كما ناشد شي للاعتراف بمسؤولية روسيا عن بدء الحرب.
وعلى غرار قراره بإجراء مكالمات دورية مع بوتين بعد الغزو، يبدو أنَّ ماكرون يراهن على أنَّ الإقناع من المرجح أن يؤثر في سلوك بكين أكثر من محاولات العزلة. وصرح الرئيس الفرنسي بعد وصوله إلى بكين: "سنخطئ، نحن الأوروبيين، في السماح لروسيا أن تكون الدولة الأوروبية الوحيدة التي تتحدث إلى الصين".
أثناء ظهوره إلى جانب ماكرون، لم يتزحزح شي عن أي من مواقفه السابقة بشأن أوكرانيا، ما عدا تصريحه بأنه مستعد لإصدار نداء مشترك مع فرنسا من أجل "التزام المجتمع الدولي بالعقلانية والهدوء".
كما بدا شي وكأنَّ صبره ينفد بينما يتحدث ماكرون بإسهاب عن المسؤولية المشتركة لتحقيق السلام، حسب ما أفادت Politico.
في حين اعتبر المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الحكومية، فون دير لاين، قريبة جداً من واشنطن، ورد سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي بعد خطاب فون دير لاين قائلاً إنه يجب على القادة الأوروبيين "رؤية أين تكمن مصالحهم ثم مقاومة الضغط غير المرغوب فيه من الولايات المتحدة".
وربما ليس من المستغرب أنَّ ماكرون تلقى ترحيباً حاراً في بكين أكثر من فون دير لاين، وحظي بلقاء مباشر أطول مع شي.
في السياق، أفاد نواه باركين من مؤسسة أبحاث The German Marshall Fund بأنَّ مستشاري ماكرون ناقشوا عرض صفقة على شي، "ستقاوم فرنسا بموجبها الضغط الأمريكي لفك الارتباط مع الصين إذا استثمرت بكين رأس مال دبلوماسياً في إحلال السلام في أوكرانيا".