قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن تركيا أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية من السليمانية في العراق وإليها، بسبب تصاعد نشاط مقاتلي حزب العمال الكردستاني هناك، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الأربعاء، 5 أبريل/نيسان 2023.
فيما أوضح المسؤول التركي أن إغلاق المجال الجوي التركي دخل حيز التنفيذ في الثالث من أبريل/نيسان الجاري، ومن المتوقع أن يستمر حتى الثالث من يوليو/تموز المقبل.
قرار تركيا يأتي بعد أيام من تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قال فيه نقلاً عن مصادر تركية، إن حادثة تحطم مروحيتين في منطقة دهوك بكردستان العراق، ربما كشفت عن ممر جوي سري يستخدمه مسؤولون بارزون في حزب العمال الكردستاني للتنقل بين العراق وسوريا.
حيث قال مسؤولون في حكومة إقليم كردستان العراق إن المروحيتين اللتين سقطتا الأربعاء، 15 مارس/آذار كانتا تقلان أعضاء من حزب العمال الكردستاني، لكنهم لم يوضحوا تفاصيل الرحلتين الجويتين، وفق ما ذكره الموقع البريطاني، الثلاثاء، 21 مارس/آذار 2023.
بينما أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تقودها مجموعات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الأسبوع الماضي، أن 9 من أعضائها لقوا حتفهم جراء تحطم مروحيتين من طراز "يوروكوبتر إيه إس 350".
كما قالت القوات المدعومة من الولايات المتحدة إن الطائرتين كانتا تقلان مجموعة من وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لها إلى إقليم كردستان العراق؛ لتعزيز القدرات القتالية والأمنية اللازمة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
تزعم مصادر في تركيا أن الحكومة الأمريكية استعانت بشركة محلية لاستئجار 4 مروحيات، وسلَّمتها بعد ذلك إلى الاتحاد الوطني الكردستاني. في المقابل، رفض المسؤولون الكردستانيون الردَّ على الادعاءات الواردة في تقرير MEE، وقالوا إن التحقيقات في الحادث لا تزال جارية.
بينما قالت مصادر تركية إن حكومة أنقرة تمكنت من تتبع مسار تحرك المروحيتين في الأجواء العراقية، لكنها لم تتوصل إلى قائمتي الركاب. وأشارت المصادر إلى أن هذه الرحلات الجوية لا يمكن أن تتم إلا بعلم الولايات المتحدة؛ لأن القوات الأمريكية تسيطر على منطقة الحدود السورية – العراقية.
كما زعم أحد المصادر أن "هذه الرحلات الجوية تواصلت على مدى العامين الماضيين، لكنها غير مسجلة"، ويُنبئ بعدم تسجيل تلك الرحلات عن "أن إرهابيي حزب العمال الكردستاني كانوا يتنقلون بطرق غير قانونية بين المنطقتين بتنسيق أمريكي وعراقي".
أثار المسار الجوي للمروحيتين دهشة السلطات في تركيا، لأنهما استخدمتا مسار طيران غير مألوف للوصول من محافظة الحسكة السورية، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، إلى السليمانية في العراق، ربما لتجنب الرادارات التركية، وعدم الكشف عن اجتماعات سرية مزمع عقدها.
فيما ذكر موقع AL-Monitor الأمريكي أن المروحيتين حلَّقتا على ارتفاع غير معهود في انخفاضه، ما قد يشير إلى توقفهما في بؤرة سرية خلال الطريق إلى وجهتهما، مثل جبل كاره القريب من مقر حزب العمال الكردستاني في منطقة جبال قنديل شمال العراق.