انضمت فنلندا رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبات بإمكان القيادة العليا للحلف أن تضم الدولة إلى خططها العسكرية، التي تحدد الخطوط العريضة لكيفية الدفاع عن الكتلة ضد أي هجوم، لكن هذا لا يعني انتشاراً عسكرياً للحلف في فنلندا، حسب ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية، الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2023.
حيث قال مسؤولون في الناتو إنه بالنظر إلى قدرات فنلندا الواسعة وخبرتها العملية في الدفاع عن أراضيها، فمن المستبعد- على الأقل في الوقت الحالي- أن يُضاعف الحلف هياكله الدفاعية على الحدود الشرقية للناتو، بنشرِ مجموعات قتالية تابعة له في البلاد.
أرسل الناتو بالفعل 8 مجموعات قتالية متعددة الجنسيات إلى بولندا ودول البلطيق- ومؤخراً في المجر وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا- لتكون "قوة تعطيل عسكرية أولية"، إن وقع هجوم روسي على هذه الدول. وستكون هذه المجموعات القتالية مهيأة للارتقاء إلى لواء عسكري كامل، أينما ومتى لزم الأمر ذلك.
بينما قال مسؤول في الناتو إن الحلف ليست لديه خطط حالياً لنشرِ مجموعات قتالية تابعة له في فنلندا، غير أن القائد الأعلى للحلف يستقصي شدة التهديدات باستمرار، ويمكنه أن يوصي بذلك إذا لزم الأمر. وأشار مسؤول أمريكي كبير أيضاً إلى أن الأمريكيين لم يفترضوا إرسال مجموعة قتالية إلى هناك في الوقت الحالي، وفنلندا لم تتقدم بطلب كهذا.
من جهة أخرى، قال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، خلال مراسم انضمام بلاده إلى الحلف الثلاثاء، إننا "عزَّزنا توافقنا مع حلف الناتو على مدى سنوات، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل في المستقبل لدمج الدفاع العسكري الفنلندي في الدفاع المشترك لحلف الناتو. فقوات الدفاع الفنلندية تواجه اليوم احتياجات وتحديات جديدة يجب أن نستجيب لها".
في المقابل، نقلت وكالة Tass الحكومية الروسية، عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله في وقت سابق إن روسيا ترى توسع الناتو تعدياً على أمنها، وإنها ستتخذ إجراءات للرد على ذلك.
في الوقت الحالي، يعكف الجنرال كريس كافولي، القائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، على صياغة الخطط الإقليمية للحلف، ومن المقرر إرسالها إلى الحلفاء هذا الشهر، وهي توضِّح مواقع الدول التي يحتاج الدفاع عن الحلف إلى تخصيص قوات للانتشار فيها.
لم يتطرق وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو إلى قضية انتشار القوات في بلاده، خلال حديثه للصحفيين في بروكسل، ما يشير إلى أن الأمر ستجري مناقشته أثناء اجتماعات التخطيط الدفاعي.
لكنه أشار إلى الدور المحوري للسويد في تلك الخطط، وارتباط ذلك برغبة فنلندا في انضمام جارتها إلى الحلف بسرعة. وقال هافيستو: "من الصعوبة بمكان أن نضع خطة دفاعية لدول الشمال الأوروبي من دون السويد"، لو "خرجت السويد من الخريطة لوجدنا فجوة كبيرة. وإذا نظرنا في سبل حماية أمننا الغذائي والحفاظ على اقتصادنا، فسنجد أن السويد هي الطريق إلى فنلندا".
في غضون ذلك، قال مسؤول الناتو إن الجيش الفنلندي، الذي يمكنه استدعاء 280 ألف جندي للقتال في وقت الحرب بفضل نظام التجنيد لديه، قد تدرب منذ مدة طويلة على الدفاع عن أراضيه ضد أي هجوم، ولديه بالفعل مجموعات قتالية جاهزة للقتال.
أضاف المسؤول أن المسار الأقرب هو مساهمة فنلندا بقوات في المجموعات القتالية الأخرى، لأن الوحدات المحترفة فيها قليلة نسبياً.
بينما أشار مسؤول الناتو إلى أن فنلندا تجلب معها إلى التحالف إمكانات عسكرية كبيرة، فاستخباراتها العسكرية لديها تقاليد عسكرية راسخة وفهم عميق لروسيا، وقد استثمرت أيضاً في قطاعات يحتاج الحلف إلى تعزيز قدراته فيها، مثل المدفعية والذخيرة.
لكنه أوضح مع ذلك أن فنلندا ستحتاج إلى مزيد من الاستثمار لتهيئة جيشها وقواتها الجوية للانتشار في الخارج بالتعاون مع التحالف، وهو ما يتطلب قوات لوجستية ومزيداً من الدعم والتدريب.