قالت صحيفة "Financial Times" البريطانية إن الأجهزة الأمنية في روسيا تصادر حالياً جوازات سفر كبار المسؤولين ومديري الشركات الحكومية لمنعهم من السفر إلى الخارج، بسبب القلق العميق من حدوث انشقاقات عن نظام الرئيس فلاديمير بوتين.
نقلت الصحيفة، في تقرير نشرته الإثنين 3 أبريل/نيسان 2023، عن أشخاص مطلعين على الأمر أن السلطات الأمنية الروسية، ومع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، شددت إجراءات السفر داخل القطاع الحكومي، وأجبرت بعض الشخصيات البارزة ومسؤولين سابقين على تسليم وثائق سفرهم.
يعكس الضغط المتزايد شكوكاً عميقة في الكرملين والمخابرات الروسية، حول ولاء النخبة المدنية الروسية، الذين يعارض الكثير منهم بشكل خاص الحرب في أوكرانيا ويغضبون من تأثيرها على أنماط حياتهم، وفق ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
حيث أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، أن روسيا شددت قيود السفر إلى الخارج على بعض الذين يعملون في مناطق "حساسة" وأضاف: "هناك قواعد أكثر صرامة لهذا. في بعض الأماكن يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها وفي بعض الأماكن يعتمدون على قرار محدد.. عن موظفين محددين".
منذ الحقبة السوفييتية، كان يُطلب من المسؤولين الروس الذين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى أسرار الدولة من المستوى المتوسط أن يتركوا جوازات سفرهم في مكان آمن تديره "الدائرة الخاصة" التابعة لوزاراتهم وشركاتهم، لكن الأجهزة الأمنية الروسية نادراً ما طبقت القواعد، وفقاً لمسؤولين سابقين ومسؤولين تنفيذيين.
تغيير الوضع في روسيا
تغير هذا بعد غزو شبه جزيرة القرم في عام 2014، عندما بدأت أجهزة الأمن في التحذير من السفر إلى دول مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، وبعد الهجوم على أوكرانيا، تم تطبيق قيود على نطاق أوسع بكثير.
بينما تختلف الإجراءات الأمنية بين مؤسسات الدولة، حيث يطلب البعض حتى من الشخصيات المتوسطة المستوى الامتناع عن السفر إلى الخارج، بينما يعطي البعض الآخر تصريحاً شاملاً لكبار المسؤولين للسفر إلى الخارج في حدود المعقول.
حيث قال أحد الأشخاص إن المسؤولين التنفيذيين في إحدى الشركات الصناعية الحكومية الكبرى في روسيا ممنوعون من السفر لأكثر من ساعتين بالسيارة من موسكو دون إذن رسمي.
في حالات أخرى، طلب ضباط جهاز الأمن الفيدرالي من المسؤولين السابقين الذين كانوا في السابق لديهم إمكانية الوصول إلى أسرار الدولة تسليم جوازات سفرهم، وحتى بعض الذين لم يتمكنوا من الوصول إليها، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة البريطانية.
حيث قالت ألكسندرا بروكوبينكو، المسؤولة السابقة في البنك المركزي الروسي، إن قيود جوازات السفر توسعت الآن لتتجاوز الأفراد الحاصلين على تصريح أمني.
كما أوضحت: "الآن يأتون إلى أشخاص معينين ويقولون: من فضلك سلم جوازات السفر المدنية الحمراء الخاصة بك؛ لأن لديك إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة للوطن الأم، لذلك نريد التحكم في تحركاتك".