أعلنت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، السبت،1 أبريل/نيسان 2023 الإضراب العام في جميع المدن العربية بإسرائيل، الأحد، الثاني من أبريل/نيسان 2023، احتجاجاً على مقتل الطبيب محمد العصيبي، برصاص الشرطة الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى في مدينة القدس.
جاء ذلك خلال اجتماع طارئ عقدته "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" (أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين في إسرائيل)، وفق بيان صادر عن اللجنة.
حيث قُتل العصيبي، وهو من سكان بلدة "حورة" العربية في النقب (جنوب) برصاص الشرطة الإسرائيلية ليلة الجمعة/السبت، بالقرب من باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، بدعوى محاولة تنفيذ هجوم، وهو ما نفته عائلته، واتهمت الشرطة "بقتله بدم بارد".
إضراب شامل يطال السلطات المحلية والتعليم
أعلنت اللجنة أنه رداً على مقتله، "سيعمّ إضراب عام وشامل كل المجتمع العربي يوم الأحد، على أن يشمل السلطات المحلية العربية، وجهاز التعليم العربي، باستثناء جهاز التعليم الخاص".
كما قررت "تنظيم وقفات احتجاجية في مختلف القرى والبلدات العربية في وقت لاحق السبت، وخلال الأيام القريبة"، و"إقامة لجنة تحقيق خاصة في قضية إعدام الشهيد محمد العصيبي"، وفق البيان نفسه.
كما دعت اللجنة إلى "تحويل جنازة الشهيد يوم الأحد في بلدته حورة إلى مظاهرة جماهيرية حاشدة، ضد كل سياسات الاحتلال والقمع والتمييز العنصري".
كذلك، وفي وقت سابق السبت، ادّعت الشرطة الإسرائيلية أن العصيبي "خطف سلاحاً من ضابط شرطة، وحاول تنفيذ هجوم" قبل أن يتم قتله.
فيما رفضت الشرطة الإفراج عن مقاطع فيديو وثّقتها كاميرات المراقبة بالمنطقة، وقالت إن الحادث لم توثقه الكاميرات، أحصت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة 7 كاميرات على الأقل في المكان.
عدم وجود توثيق لحادث القتل
في سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية (لم تسمّه) إنه "من غير المنطقي عدم وجود توثيق للحادث، وليس حقيقياً عدم وجود كاميرات في باب السلسلة".
من جانبه، كذّب منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحّدة (5 مقاعد من أصل 120 بالكنيست الإسرائيلي)، رواية الشرطة الإسرائيلية حول غياب التوثيق. وطالب في تغريدة على تويتر بـ"التحقيق الفوري ونشر التوثيق المصوّر لمقتل طالب الطب الذي يقيم في حورة، وجاء لأداء الصلاة في المسجد الأقصى".
دعوات للاعتكاف في المسجد الأقصى
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، الجمعة، الفلسطينيين إلى شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى بمدينة القدس. جاء ذلك في بيانين منفصلين أصدرتهما الحركتان، في الجمعة الثانية من شهر رمضان.
أكدت حماس في بيانها "أهمية استمرار الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، إحياءً لشعائرنا الإسلامية، وحمايةً لمسرى نبينا الأكرم من تهديدات وانتهاكات جيش الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين".
أضافت: "نعبر عن فخرنا واعتزازنا بشعبنا العظيم الذي خرج منذ ساعات الصباح الباكر شادّاً الرحال إلى الأقصى، ما يعكس التزام شعبنا المقدّس بالدفاع عنه وحمايته من انتهاكات الاحتلال الفاشي".
بدورها، دعت حركة "الجهاد الإسلامي"، الفلسطينيين إلى "الاستمرار في شد الرحال للأقصى والرباط والاعتكاف في مصلياته وقبابه وساحاته".
قال الناطق باسم الحركة طارق سلمي: "الحشود الكبيرة من المواطنين في المسجد الأقصى المبارك تدل على مكانة الأقصى وارتباط المسلمين به، فهو مسجدنا ومسرى نبينا ومهوى أفئدتنا".
اعتبر أن "مئات الآلاف التي أدت صلاة الجمعة في الأقصى، رغم إجراءات المنع والتضييق والحصار الذي يفرضه الاحتلال، هي بمثابة رسالة تحدٍّ فلسطيني وتصميم على الرباط في الأقصى وشد الرحال إليه، رغم كل العقبات والمؤامرات".
قيود إسرائيلية على الفلسطينيين
كانت إسرائيل قد فرضت، الجمعة، قيوداً على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، للأسبوع الثاني على التوالي.
حيث قال شهود عيان للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي عزز قواته على المعابر المؤدية إلى مدينة القدس، ودقق في هويات الفلسطينيين، ورفض دخول بعضهم.
فيما شهد معبر قلنديا شمالي القدس، وحاجز "300" جنوبيها، ازدحاماً كبيراً على بوابات الدخول من الضفة باتجاه المدينة، كما رفضت القوات الإسرائيلية دخول عدد كبير من الرجال والسيدات بذرائع أمنية، وفق الشهود.
كما أصدرت إسرائيل قراراً بشأن دخول سكان الضفة الغربية إلى القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.
بموجب القرار، تسمح السلطات الإسرائيلية للنساء بكل الأعمار والأطفال الذكور حتى 12 عاماً والرجال فوق 55 عاماً، بالوصول إلى القدس دون تصاريح مسبقة، فيما تشترط الحصول على تصريح الصلاة خلال رمضان على الرجال من 45 إلى 55 عاماً.كما لا تشمل الإجراءات الجديدة سكان قطاع غزة، حيث تحظر السلطات الإسرائيلية وصولهم إلى القدس إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة صعبة الشروط.