يخطط صندوق الثروة السيادي المصري لتحويل مقر وزارة الداخلية السابق، الذي استضاف الجهاز الأمني سيئ السمعة، إلى مقصد متعدد الاستخدامات؛ لتمضية المواطنين الوقت والتسوق وحتى قضاء ليلة هناك طوعياً، بعد أن كانوا يتجنبون المرور من أمامه.
وكالة Bloomberg الأمريكية قالت، الجمعة 31 مارس/آذار 2023، إن هذا القرار يأتي ضمن حملة واسعة لتحويل المباني غير المُنتفَع بها ومؤسسات الرتابة والبيروقراطية إلى عقارات ممتازة.
مقصد متعدد الاستخدامات
ويشمل المقصد متعدد الاستخدامات الخاص بمقر وزارة الداخلية المصرية المزمع إنشاؤه مراكز تكنولوجيا وبيع بالتجزئة، وحرم كلية إدارة أعمال، وفندقاً؛ وفقاً للوكالة.
ومن المتوقع انتهاء المرحلة الأولى من إعمار مقر الوزارة هذا العام، حيث تستثمر فيه الشركة المحلية A Developments مبلغ 800 مليون جنيه مصري (26 مليون دولار)، وفقاً لبيان هذا الأسبوع.
وستكون كلية إدارة الأعمال IPAG -ومقرها باريس- المُستَأجِر الأساسي للمُكوِّن التعليمي في المشروع. وتشمل مسودة مقترح المشروع أيضاً فندقاً من فئة 3 نجوم، وشققاً فندقية تديرها شركة دولية.
إذ قالت وزيرة التخطيط هالة السعيد: "هذا المشروع سيعيد تعريف مظهر وسط القاهرة إلى وجهة جديدة فريدة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، وكذلك المسافرين الشباب".
ويعمل المسؤولون منذ سنوات على تجميل المدينة، حيث يسكن 10 ملايين شخص؛ لتعزيز السياحة، لكن جهودهم تتعثر أمام الواقع الاقتصادي. وتعمل الحكومة على إنعاش الاقتصاد الذي أنهكته تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا. إذ تواجه مصر عجزاً في الدولار، وموجة رابعة محتملة من التعويم.
مجمع جديد
وانتقلت وزارة الداخلية إلى مجمع جديد يشبه القلعة كان مقر محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك منذ أكثر من عقدٍ. ولسنوات، وقف مبناها المُؤلّف من سبعة طوابق، والذي تركته خلفها، يمثل رمزاً لنظام مبارك.
اعتادت الشوارع المحيطة وقتها أن تزخر بالشرطة السرية والمخبرين. وغالباً ما كان سكان المنطقة يُراقَبون بحذر. ومع ذلك، يظل الأسوأ هو اقتياد أحدهم إلى هناك ليلاً. وتقول الجماعات الحقوقية إنَّ هذه الزيارات شملت غالباً اعتقالات غير قانونية وتعديات بالضرب.
لكن يسعى المسؤولون لاستغلال تاريخ مختلف للمبنى. فمنذ عقود سابقة، كان الحي يستضيف بعضاً من أرقى محلات الأزياء والفنادق والملاهي الليلة أثناء فترة ازدهار القاهرة.
ولحق التلف بالشوارع التي شُيِّدت مبانيها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لتطوير "باريس الشرق"؛ وحلّت الاختناقات المرورية محل ما كانت سابقاً شوارع رائجة. ثم اجتاح الباعة الجائلون لاحقاً الطرق ذاتها، مضيفين مزيداً من الفوضى والضجيج؛ رغم أنَّ السلطات تصدّت لهم بدرجة كبيرة.ومن بين خطط التطوير الأخرى، تجديد المجمع الشهير بميدان التحرير. وأحد خيارات استغلال المبنى هو تحويله لفندق. وضم المجمع الضخم عشرات الوزارات حتى صار رمزاً لجميع عيوب البيروقراطية المصرية؛ حيث يمكن أن يقضي المواطنون والزوار ساعات يتجولون في متاهة من الطرقات في محاولة لإنجاز الأعمال الورقية.