تظاهر عشرات الآلاف من أنصار اليمين المتطرف الإسرائيلي في تل أبيب، مساء الخميس 30 مارس/آذار 2023؛ للتعبير عن دعمهم لمساعي ائتلاف بنيامين نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء، وذلك بدعوة من حزب الليكود وحركة "إم تيرتسو"، بينما حذّر زعيم المعارضة، يائير لابيد، من "إراقة الدماء".
حيث أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الشرطة بادرت إلى إغلاق مسالك شارع "أيالون" الرئيسي المتجه شمالاً؛ في محاولة لتجنب التصادم مع المتظاهرين الذين وصلوا من جميع المناطق وضمن ذلك المستوطنات في الضفة المحتلة، فيما أغلق المتظاهرون مسالك "أيالون" المتجهة جنوباً.
شعارات مساندة لنتنياهو
بينما ردد بعض المتظاهرين من اليمين المتطرف الإسرائيلي الذين يحملون العلم الإسرائيلي، هتافات على غرار: "الشعب يريد إصلاحاً قضائياً"، وهتافات أخرى عنصرية ضد وسائل الإعلام الإسرائيلية والحركة الاحتجاجية الرافضة لخطة الحكومة للتعديلات القضائية، واتهموا المعسكر الآخر بأنهم "يخدمون أجندات خارجية"، حسب ما ذكره موقع "عرب 48".
بينما قالت الشرطة إن أفرادها يتعاملون مع مجموعة أغلقت طريق "أيالون" السريع الذي يشهد وقفات أسبوعية تقريباً من جانب متظاهرين يرون في خطة نتنياهو تهديداً لاستقلال جهاز القضاء.
في حين قالت القناة 14 اليمينية إن عدد المتظاهرين وصل إلى "عشرات الآلاف"، حيث قدرت هيئة البث الإسرائيلية عدد المتظاهرين بـ"بضعة آلاف"، وقالت "هآرتس" إن عدد المتظاهرين يقدر بـ"الآلاف" وأفادت بأن 300 منهم حاولوا إغلاق أحد الجسور المركزية في تل أبيب.
فيما قالت قناة الجزيرة إن الشرطة الإسرائيلية قدرت عدد المشاركين في مظاهرة اليمين المتطرف الإسرائيلي التي خرجت وسط تل أبيب بنحو 30 ألفاً، مشيراً إلى أن من بين المشاركين فيها أعضاء في عصابة "لا فاميليا" المتطرفة، التي تطالب المعارضة بتصنيفها خارجة عن القانون.
كما أضافت القناة أن المتظاهرين رددوا شتائم نابية ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك بعد انتقاده علناً خطة التعديلات القضائية وتأكيده أنه لن يدعو نتنياهو قريباً إلى البيت الأبيض، وهتفوا أيضاً بأن "الشعب يريد إصلاحاً قانونياً". وردد أنصار الائتلاف الحاكم هتافات تندد كذلك بمن وصفوهم بـ"اليساريين الخونة".
"هجوم عنيف على الديمقراطية"
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الخميس، إن تظاهرات اليمين المتطرف الإسرائيلي التي خرجت لتأييد خطة الحكومة بشأن التعديلات القضائية "هجوم عنيف على الديمقراطية".
كما قال لابيد في تغريدة: "المظاهرات هي شريان الحياة للديمقراطية، لكن ما نراه هنا ليس احتجاجاً، إنه هجوم عنيف على الديمقراطية يهدف إلى إراقة الدماء وإرهاب الجمهور والاعتداء على وسائل الإعلام".
بينما أرفق لابيد التغريدة بمقطع مصور يُظهر محاولة المتظاهرين الاعتداء على صحفية إسرائيلية كانت تغطي الحدث، قبل أن تجليها الشرطة من المكان تحت حمايتها، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
أضاف زعيم المعارضة الإسرائيلية: "يريدون تكرار ما حدث بمبنى الكابيتول"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه يمينيون في الولايات المتحدة ضد مبنى الكونغرس بواشنطن قبل نحو عامين.
فيما علق لابيد على مظاهرات اليمين المتطرف الإسرائيلي قائلاً: "تبدأ هذه المشاهد العنيفة بالتحريض الذي قاده نتنياهو ضد الإعلام وحرية التعبير". وأردف: "يفقد نتنياهو السيطرة على المتظاهرين، أدعوهم (المتظاهرين) إلى الامتناع عن أي عنف، والسماح للصحفيين بأداء عملهم، والتعبير عن احتجاجهم بالوسائل الديمقراطية فقط".
كانت المعارضة الإسرائيلية نظمت على مدى أسابيع، مظاهرات حاشدة في تل أبيب ومدن أخرى، كما أعلنت النقابات عن إضراب عام، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء الإثنين الماضي، إلى إعلان تعليق خطته التي يراها معارضوه تقويضاً لاستقلال القضاء وانقلاباً على الديمقراطية.