قرر مصرف الإمارات المركزي، الجمعة 31 مارس/آذار 2023، إلغاء رخصة فرع لبنك إم.تي.إس الروسي الذي وافق على السماح له بالعمل في البلاد العام الماضي، وطالته عقوبات بريطانية وأمريكية في فبراير/شباط، في ظل تحذيرات غربية من استغلال الروس لأبوظبي للتهرب من العقوبات.
البنك المركزي الإماراتي قال إن عملية التصفية ستجرى تحت إشرافه وخلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخ القرار وإغلاق الفرع.
يأتي هذا القرار، بعد تفاقم المخاوف بين الدول الغربية بشأن ظهور الدولة الخليجية كملاذ مالي محتمل لموسكو، وسط تحذير بعض المسؤولين الأمريكيين من مخاطر استغلال الروس للدولة الشرق أوسطية للتهرب من العقوبات، بحسب صحيفة Financial Times البريطانية، الأربعاء 8 فبراير/شباط 2023، وتقول الإمارات أيضاً إنها تتعامل مع دورها في حماية سلامة النظام المالي العالمي بجدية بالغة.
وبحسب بيان صدر عن البنك المركزي، جاء القرار بعد دراسة الخيارات المتاحة بشأن وضع البنك الجديد ومع الأخذ بعين الاعتبار مخاطر العقوبات المرتبطة بالبنك بعد التصنيف، بحسب بيان صدر عن البنك المركزي.
بعد ثلاثة أسابيع من منحه الترخيص، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على البنك الروسي ضمن جولة من العقوبات المفروضة على أكثر من 250 فرداً وكياناً مع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا عامها الثاني.
وخلال فترة تصفية الأعمال، سيتم منع الفرع من فتح حسابات جديدة وإجراء معاملات ما عدا تلك المتعلقة بتصفية الالتزامات السابقة، وسيقتصر استخدام البنك لأنظمة دفع المصرف المركزي لهذا الغرض فقط.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة أنباء الإمارات أن البنك ساهم في دعم التجارة المشروعة بين البلدين وخدمة الجالية الروسية في دولة الإمارات، وذلك تحت إشراف المصرف المركزي.
وقام المصرف المركزي الإماراتي بمراجعة سياسات مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب للفرع، وفحص الأنظمة الإلكترونية المتعلقة بها قبل بدء عمليات الفرع في دولة الإمارات، وذلك حسب متطلبات ترخيص البنوك المطلوبة لممارسة العمل، ونظراً للظروف التي تمر بها دولة مقر البنك، أشرف المصرف المركزي على المعاملات المرتبطة بتمويل التجارة التي تتعدى حداً معيناً.
ويعد البنك الروسي هو وحدة تابعة لشركة الاتصالات الروسية "موبايل تيليسيستمز" (Mobile TeleSystems)، والتي كانت قبل مارس/آذار 2022 تحت سيطرة شركة "سيستيما" التابعة للملياردير فلاديمير إفتوشينكوف. وتجدر الإشارة إلى أنه تم فرض عقوبات على الملياردير من قبل المملكة المتحدة.
وخلال العام الماضي، توافد آلاف الروس على الإمارات بعد غزو موسكو لأوكرانيا، كما كان الروس أكبر المشترين الأجانب للعقارات في دبي العام الماضي، وفقاً لشركة "بيتر هومز" العقارية، حيث اعتبروها ملاذاً آمناً في أوقات الاضطرابات.