تسلمت أوكرانيا أولى الدبابات الثقيلة من بريطانيا وألمانيا، وهو ما كانت تطالب به كييف منذ فترة طويلة لمواجهة الهجوم الروسي، وذلك في دعم غربي جديد لأوكرانيا التي تطالب حلفاءها بمزيد من الأسلحة الثقيلة التي تقول كييف إنها حاسمة لهزيمة القوات الروسية.
يأتي تسليم الدبابات القتالية من طراز "تشالنجر"، و"ليوبارد"، إلى كييف التي وُعدت بها منذ مطلع عام 2023، تزامناً مع هجوم الربيع الذي تخطط القوات الأوكرانية لشنه على القوات الروسية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بالتزامن مع ذلك أيضاً، أكدت روسيا نيتها نشر أسلحة نووية تكتيكية في حليفتها روسيا البيضاء المجاورة لأوكرانيا، وذلك على الرغم من الاعتراضات الغربية على هذه الخطوة.
وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أعلن أن دبابات "تشالنجر البريطانية وسترايكر وكوغار الأمريكية وماردر الألمانية انضمت إلى الوحدات الأوكرانية"، ونشر على "فيسبوك" صوراً لهذه الآليات دون أن يحدد التاريخ الذي تسلمت فيه كييف هذه الدبابات.
من جانبها، أكدت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، إيرينا زولوتار، في تصريح للوكالة الفرنسية، أن دبابات تشالنجر "أصبحت في أوكرانيا" من دون أن تحدد عددها.
بدوره، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أن برلين سلمت دبابات قتالية من طراز "ليوبارد" متطورة جداً لكييف، في حين أوضحت وزارة الدفاع لاحقاً أن عددها 18.
في السياق ذاته، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في بيان: "وصلت دباباتنا كما هو موعود وفي الوقت المحدد إلى أصدقائنا الأوكرانيين. أنا على ثقة أن بإمكانها إحداث الفرق على الأرض".
تتميز دبابات "ليوبارد 2" الألمانية الصنع بمنحها حماية شاملة لطاقمها من التهديدات، مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات.
وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت مطلع فبراير/شباط 2023 أنها ستدرب طيارين حربيين أوكرانيين، فاتحة الباب أمام تسليم كييف طائرات تتمتع بمعايير حلف شمال الأطلسي.
يأتي هذا فيما تعتبر الدول الغربية أن أوكرانيا تملك حق الدفاع عن نفسها، لكن بعضها يتردد في تسليمها أسلحة قد تتسبب بتصعيد النزاع من خلال منح أوكرانيا القدرة على ضرب الأراضي الروسية.
كانت سلوفاكيا قد سلمت قبل فترة قصيرة أربع طائرات "ميغ-29" لأوكرانيا، فيما وعدت بولندا بالقيام بذلك.
نشر أسلحة نووية
في موازاة ذلك، أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الإثنين 27 مارس/آذار 2023، أن روسيا لن تغير مشروعها لنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء رغم الانتقادات الغربية.
بيسكوف أضاف أمام صحافيين أنه "بطبيعة الحال، إن ردود فعل كهذه لا يمكن أن يكون لها تأثير على خطط روسيا".
من جانبها، أعادت الولايات المتحدة التأكيد أن ما من سبب يدفعها إلى الظن أن روسيا تستعد لاستخدام السلاح النووي، منددة في الوقت ذاته بالإعلان الروسي.
الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، قال: "إنّه أحدث مثال على الخطاب التهديدي النووي غير المسؤول" من جانب روسيا، وأضاف: "لم يشر أي بلد آخر إلى احتمال استخدام السلاح النووي في هذا النزاع"، مذكّراً بأنّ "ما من بلد هدّد روسيا" أو "الرئيس بوتين".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.