في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوط المعارضة وحلفائه في الحكومة بشأن التعديلات القضائية التي يسعى لتمريرها في الكنيست، يواجه نتنياهو ضغطاً أكبر في الشارع من خلال موجة الإضرابات التي شلّت الاقتصاد والحركة الجوية والبحرية في إسرائيل.
حيث شهدت إسرائيل احتجاجات ليلية استمر زخمها حتى ساعات فجر الإثنين 27 مارس/آذار 2023، بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، ومنذ قرابة 12 أسبوعاً، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين يومياً ضد خطة "الإصلاح القضائي" التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها.
إغلاق شامل بسبب التعديلات القضائية
قال متحدث باسم مطار بن جوريون إن عمليات الإقلاع من المطار الرئيسي في إسرائيل علقت الإثنين وسط احتجاجات تعم البلد على خطة التعديلات القضائية الحكومية، وفق ما ذكره موقع "عرب 48".
بينما أعلن رئيس نقابة العمال في مطار بن غوريون، بينشاس إيدان، عن وقف فوري للمغادرة في إطار الاحتجاج على خطط الحكومة للإصلاح القضائي. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عنه قوله: "منذ هذه اللحظة لن تقلع طائرات من تل أبيب".
كما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري عن إيدان: "لقد أمرت بوقف عمليات الإقلاع في المطار على الفور". ولم يُحدد سقف زمني للإضراب.
فيما أعلن رئيس اتحاد نقابات العمال في البلاد "الهستدروت"، عن إضراب شامل في المرافق الاقتصادية بسبب عدم الإعلان عن وقف التشريعات القضائية. وألقى بار دافيد خطابه اليوم وهو محاط برؤساء المرافق الاقتصادية، أي المشغلين. وطالب بن دافيد بأن يتراجع نتنياهو عن إقالة غالانت.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بار دافيد قوله: "هذا هو الوقت المناسب لكي نقول كلمتنا، هناك حد لمقدار ما يمكنك الوقوف به". وأضاف: "حاولت تجنب الإضراب والإغلاق، لكن لا يمكننا البقاء في مواجهة هذا الاستقطاب".
بينما نقل عنه موقع "تايمز أوف إسرائيل" قوله في ذات المؤتمر: "نحن جميعاً قلقون بشأن مصير إسرائيل، ومعا نقول، كفى.. في حال الإضراب ستغلق المراكز التجارية والمصانع".
نقابة الأطباء تنظم للاحتجاجات
من جهتها، أعلنت نقابة الأطباء في البلاد، الإثنين، عن أنه إلى حين وقف تشريعات خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء وإجراء حوار مع معارضيها، فإن سيجري "إضراب كامل في جهاز الصحة".
حسب قرار نقابة الأطباء، فإن الإضراب يشمل جميع المستشفيات الحكومية والعيادات، وستعمل لجنة خاصة على إقرار علاجات وخدمات ضرورية.
إذ أوضح رئيس نقابة الأطباء، بروفيسور تسيون حغاي، إن "الإضراب سيتوقف عندما تتم بلورة خطة واضحة ومتفق عليها لضمان الحفاظ على حقوق المرضى في جهاز الصحة".
كما أضاف تسيون حغاي أن "نظاماً ديمقراطياً وجهاز قضاء مستقلاً هما الأساس لمجتمع سليم وجهاز صحة متطور. وحان الوقت للقول: كفى".
رؤساء بلديات يضربون عن الطعام
من جهتهم، أعلن رؤساء سلطات محلية، أنهم سيبدؤون إضرابا عن الطعام، الإثنين، أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس الغربية، مطالبين بـ "وقف الكارثة التي تسير إسرائيل نحوها".
جاء ذلك في بيان مشترك لرؤساء بلديات بما في ذلك "هرتسليا" و"كفار سابا" (وسط) و"زخرون يعقوف" (شمال)، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ليل الأحد- الإثنين، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
كما قالوا في بيانهم إنهم سيضربون عن الطعام أمام مكتب نتنياهو لـ"المطالبة بوقف الأزمة الضخمة والكارثة التي تندفع إسرائيل نحوها، ولمنع الإضرار بأمن الدولة وسلامة ووحدة الشعب".
بينما دعا رؤساء السلطات المحلية إلى وقف التشريعات الخاصة بخطة الإصلاح القضائي التي تصر الحكومة بقيادة نتنياهو على تنفيذها، والبدء في مفاوضات مع المعارضة.
لا دراسة في جامعات إسرائيل
بدورها قررت الجامعات تعطيل الدراسة الإثنين، احتجاجاً على عدم وقف الإصلاحات القضائية، التي تعتزم الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو تنفيذها.
حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن "رؤساء الجامعات الأكاديمية في إسرائيل قرروا تعطيل الدراسة في الجامعات، الإثنين، احتجاجاً على عدم وقف الإصلاحات القضائية".
كما نقلت الصحيفة عن رؤساء الجامعات قولهم: "سنوقف الدراسة في جميع الجامعات الأكاديمية، على خلفية استمرار العملية التشريعية التي تقوض أسس الديمقراطية الإسرائيلية وتعرض استمرارها للخطر".
فيما دعا رؤساء الجامعات رئيسَ الوزراء نتنياهو وأعضاء الائتلاف الحكومي "إلى وقف الإصلاحات القضائية على الفور، وبشكل فوري"، بحسب المصدر ذاته.
السفارات تنضم للإضراب
فيما أظهرت رسالة لنقابة العاملين في وزارة الخارجية أن سفاراتها في أنحاء العالم تلقت تعليمات بالانضمام إلى إضراب الإثنين ضد خطة التعديلات القضائية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
حيث قالت الرسالة، التي أشارت إلى إضراب عام في البلاد أعلنه اتحاد العمال (الهستدروت)، إن أنشطة وزارة الخارجية في إسرائيل وخارجها ستقتصر على خدمات الطوارئ، وفق ما نقلته وكالة رويترز.