قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، نقلاً عن مصادر تركية، إن حادثة التحطم التي وقعت الأسبوع الماضي لمروحيتين مدنيتين في منطقة دهوك بكردستان العراق، ربما كشفت عن ممر جوي سري يستخدمه مسؤولون بارزون في حزب العمال الكردستاني للتنقل بين العراق وسوريا.
حيث قال مسؤولون في حكومة إقليم كردستان العراق إن المروحيتين اللتين سقطتا الأربعاء 15 مارس/آذار كانتا تقلان أعضاء من حزب العمال الكردستاني، لكنهم لم يوضحوا تفاصيل الرحلتين الجويتين، وفق ما ذكره الموقع البريطاني الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023.
مقتل أعضاء من حزب العمال الكردستاني
بينما أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تقودها مجموعات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الأسبوع الماضي، أن 9 من أعضائها لقوا حتفهم جراء تحطم مروحيتين من طراز "يوروكوبتر إيه إس 350".
كما قالت القوات المدعومة من الولايات المتحدة إن الطائرتين كانتا تقلان مجموعة من وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لها إلى إقليم كردستان العراق؛ لتعزيز القدرات القتالية والأمنية اللازمة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ذكر بيان التنظيم أنه "بينما كانت المروحيتان اللتان تقلان مجموعة من مقاتلينا في طريقها إلى مدينة السليمانية مساء يوم الأربعاء 15 مارس/آذار، سقطتا بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن استشهاد 9 من مقاتلينا، منهم شرفان كوباني، قائد وحدة مكافحة الإرهاب بالتنظيم".
فيما لم يكشف البيان عن الجهة المالكة للمروحيتين، ولا كيف تمكنت تلك القوات من الحصول عليها، إذ من المفترض أن حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية ليس لديهما طائرات.
بينما قال مسرور بارزاني، رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، إن المروحيتين تابعتان لخصومه السياسيين في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي تربطه علاقات وثيقة بحزب العمال الكردستاني.
تزعم مصادر تركية أن الحكومة الأمريكية استعانت بشركة محلية لاستئجار 4 مروحيات، وسلَّمتها بعد ذلك إلى الاتحاد الوطني الكردستاني. في المقابل، رفض المسؤولون الكردستانيون الردَّ على الادعاءات الواردة في تقرير MEE، وقالوا إن التحقيقات في الحادث لا تزال جارية.
توترات في إقليم كردستان
تصاعد التوتر في الآونة الأخيرة بين الأحزاب الحاكمة في حكومة إقليم كردستان بشأن الانتخابات البرلمانية، وتقسيم عوائد الإقليم من بيع النفط. وأعلن مسؤولو الاتحاد الوطني الكردستاني -منهم نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني- عن مقاطعة الاجتماعات الأسبوعية لحكومة إقليم كردستان.
بينما قالت مصادر تركية إن حكومة أنقرة تمكنت من تتبع مسار تحرك المروحيتين في الأجواء العراقية، لكنها لم تتوصل إلى قائمتي الركاب. وأشارت المصادر إلى أن هذه الرحلات الجوية لا يمكن أن تتم إلا بعلم الولايات المتحدة؛ لأن القوات الأمريكية تسيطر على منطقة الحدود السورية – العراقية.
كما زعم أحد المصادر أن "هذه الرحلات الجوية تواصلت على مدى العامين الماضيين، لكنها غير مسجلة"، ويُنبئ بعدم تسجيل تلك الرحلات عن "أن إرهابيي حزب العمال الكردستاني كانوا يتنقلون بطرق غير قانونية بين المنطقتين بتنسيق أمريكي وعراقي".
أثار المسار الجوي للمروحيتين دهشة السلطات في أنقرة، لأنهما استخدمتا مسار طيران غير مألوف للوصول من محافظة الحسكة السورية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية إلى السليمانية في العراق، ربما لتجنب الرادارات التركية وعدم الكشف عن اجتماعات سرية مزمع عقدها.
فيما ذكر موقع AL-Monitor الأمريكي أن المروحيتين حلَّقتا على ارتفاع غير معهود في انخفاضه، ما قد يشير إلى توقفهما في بؤرة سرية خلال الطريق إلى وجهتهما، مثل جبل كاره القريب من مقر حزب العمال الكردستاني في منطقة جبال قنديل شمال العراق.
تحليق دون إخطار السلطات
قال مجلس أمن إقليم كردستان العراقي إن المروحيتين حلَّقتا بين السليمانية وشمال شرق سوريا دون إخطار المؤسسات الأمنية الرسمية لإقليم كردستان.
من جهة أخرى، قالت المصادر التركية إنه يتعين على حكومة إقليم كردستان والسلطات العراقية الكشف عن صلة الاتحاد الوطني الكردستاني المزعومة بالرحلات الجوية؛ لأنها مسؤولية واقعة على كاهل الدولة العراقية.
أضافت المصادر التركية أن الاتحاد الوطني الكردستاني عمل على تمديد علاقاته بـ"وحدات حماية الشعب"، التي تكوِّن العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، وأنهما يتواصلان كثيراً.
زعمت المصادر أيضاً أن بافل طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، التقى مسؤولين من وحدات حماية الشعب التابعة في السليمانية عدة مرات بترتيب من الولايات المتحدة.
أما طالباني، فقد التزم الصمت حتى الآن بشأن اتهامات بارزاني لحزبه بملكية المروحيتين. واكتفى بنشر رسالة تعزية أثنى فيها على وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ودورها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.