أعلنت الشرطة الجزائرية، الأربعاء 22 مارس/آذار 2023، تفكيك شبكة دولية لتهريب المهاجرين غير النظاميين نحو أوروبا، انطلاقاً من سوريا ولبنان مروراً بمدينة بنغازي الليبية، في حين تعاني البلاد من أزمة في الهجرة غير الشرعية تسببت بحوادث مميتة لعشرات المهاجرين على مدار السنوات الماضية.
وقالت الشرطة الجزائرية إنها تمكنت عبر فرق مكافحة الجريمة المنظمة، هذا الأسبوع، من "تفكيك شبكة إجرامية دولية منظمة عابرة للحدود، مختصة في تهريب المهاجرين انطلاقاً من سوريا نحو أوروبا مروراً بالجزائر".
وأوضحت في بيان، أنه تم "توقيف 15 شخصاً مشتبهاً فيهم، منهم 9 من جنسية سورية، وستة جزائريين بينهم امرأتان"، مشيرة إلى أن "التحريات المعمقة التي باشرها المحققون ودامت أكثر من 5 أشهر، أفضت إلى كشف خيوط هذا التنظيم الدولي".
انطلاقاً من سوريا ولبنان
أضاف البيان أن الشبكة تقوم بـ"نقل المهاجرين غير الشرعيين انطلاقاً من سوريا ولبنان وصولاً إلى مطار بنغازي بليبيا (شرق) ونقلهم براً إلى مدينة غدامس (على حدود الجزائر)، ليتم بعد ذلك إدخالهم إلى التراب الوطني عبر مدينة الدبداب الحدودية، متخذين المسالك الملتوية الصحراوية باتجاه مدينة ورقلة (جنوب شرق)".
ووفق البيان "يتم نقل المهاجرين غير النظاميين لاحقاً إلى مدينة وهران (غرب)، التي اتخذت كنقطة تجميع وتنظيم رحلات سرية نحو السواحل الأوروبية، حيث يتكفل بهم العقل المدبر لهذه الشبكة الإجرامية، وهو رعية سوري (من بين الموقوفين) والحائز شهادة الدكتوراه في الطب".
وأشارت إلى أن "الرعية السوري يلجأ إلى التنسيق النهائي لرحلات الهجرة غير النظامية، مع أحد الجزائريين المطلوب قضائياً وتم توقيفه خلال العملية، مقابل الحصول على مبالغ مالية بالنقد الأجنبي".
الشرطة الجزائرية حجزت خلال العملية مبالغ مالية بالدينار المحلي وأخرى بعملات عربية وغربية، وفق البيان.
وختم البيان بالإشارة إلى أن المشتبه فيهم "مثلوا اليوم الأربعاء، أمام النائب العام بمحكمة بوفاريك بولاية البليدة (جنوبي العاصمة)، ووجهت لهم تهم تكوين شبكة إجرامية منظمة عابرة للحدود، لارتكاب جنايات وجنح تهريب المهاجرين، وتعريض أجانب لخطر الموت الآني والإقامة غير الشرعية مقابل الحصول على مبالغ مالية".
الهجرة غير الشرعية في الجزائر
يُذكر أن الهجرة غير الشرعية توقفت في الجزائر تماماً خلال فترة الحراك الشعبي منذ 22 فبراير/شباط 2019، لكن بعد عام ونصف العام تقريباً، عادت الظاهرة من جديد وبوتيرة قوية، بحسب تقرير خاص لـ"عربي بوست".
في السياق، كان تقرير صادر عن منظمة Walking Borders الإسبانية (غير حكومية)، في يناير/كانون الثاني الماضي، حذَّر من طريق هجرة غير نظامية يزداد شعبية في الوقت الحالي، ويربط بين الجزائر والساحل الشرقي للبحر المتوسط في إسبانيا.
وكشف التقرير أن 464 شخصاً على الأقل "لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر هذا الطريق (الجديد) في عام 2022″، واستند التقرير إلى أرقامه الخاصة من عائلات المهاجرين غير النظاميين وإحصاءات فرق الإنقاذ.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة أعلنت، في وقت سابق، أن 2556 شخصاً فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عموماً العام الماضي، بينهم 1126 لقوا حتفهم على طريق غرب إفريقيا والمحيط الأطلسي، و260 سقطوا ضحايا في طريق غرب البحر المتوسط.