غابت صورة الرئيس المصري الراحل، محمد مرسي، عن قائمة صور لرؤساء مصر معلقة على أحد الجدران في مبنى وزارة الخارجية المصرية، وذلك بحسب ما أظهره مقطع فيديو من زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى مبنى الوزارة بالقاهرة، ما أثار ردود أفعال على شبكات التواصل الاجتماعي.
حساب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية على تويتر، أحمد أبو زيد، نشر مساء السبت 18 مارس/آذار 2023، مقطع فيديو لاستقبال وزير الخارجية سامح شكري، لنظيره التركي تشاووش أوغلو في القاهرة.
يظهر الفيديو تجول شكري وتشاووش أوغلو في مبنى وزارة الخارجية، وتظهر إحدى اللقطات دخول الوزيرين إلى غرفة عُلقّت عليها صور الرؤساء الذين حكموا مصر منذ العام 1953.
تضمنت المجموعة صور 6 شخصيات لـ"محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، ومحمد حسني مبارك، وعدلي منصور (كان رئيساً مؤقتاً لمصر)، وعبد الفتاح السيسي".
لم تظهر صورة مرسي، الذي كان أول رئيس مصري منتخب ضمن قائمة صور الرؤساء السابقين لمصر، والذي تمت الإطاحة به من خلال انقلاب قاده الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، عام 2013، والذي جاء عقب عام من تولي مرسي السلطة.
حينها كان الجيش المصري تحت قيادة السيسي، الذي تولى آنذاك رتبة "فريق أول"، وتم عزل مرسي وسجنه، إلى أن توفي في العام 2019 خلال إحدى جلسات محاكمته.
لم يصدر توضيح من وزارة الخارجية المصرية عن سبب غياب صورة مرسي بين صور رؤساء مصر على الجدار، رغم أن موقع رئاسة الجمهورية في مصر يتضمن ملفاً تعريفياً عن مرسي، باعتباره أحد رؤساء مصر.
ردود أفعال
أثار غياب صورة مرسي عن قائمة صور رؤساء مصر ردود أفعال واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، وانتقد بعض المغردين غياب الصورة.
تأتي زيارة تشاووش أوغلو إلى القاهرة كخطوة إضافية باتجاه إصلاح العلاقات بين البلدين، وهذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ قطع الروابط بين البلدين قبل عشر سنوات، إذ توترت العلاقات بشدة في 2013 على خلفية إطاحة السيسي بمرسي.
كذلك تباينت مواقف تركيا ومصر في السنوات القليلة الماضية بشأن ليبيا، إذ دعمت القاهرة وأنقرة فصائل متناحرة في صراع لا يزال قائماً، وكذلك فيما يتعلق بالحدود البحرية في منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالغاز.
لكن العلاقات تحسنت بين مصر وتركيا تدريجياً منذ 2021، وقال وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره تشاووش أوغلو، إن المحادثات مع تركيا بخصوص إمكانية إعادة العلاقات إلى مستوى السفراء ستُجرى "في الوقت الملائم"، وأضاف أن المحادثات كانت "صريحة ومتعمقة وشفافة".
من جانبه، قال تشاووش أوغلو إن بلاده سترفع علاقتها مع مصر إلى مستوى السفراء "في أقرب وقت ممكن".
كان شكري قد زار تركيا، في فبراير/شباط 2023، للتضامن معها بعد الزلازل المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 50 ألفاً في تركيا وسوريا، وكانت هذه أول زيارة يجريها كبير الدبلوماسيين المصريين لتركيا منذ قطع العلاقات.