استبدلت مجموعة "هواوي" الصينية العملاقة للتكنولوجيا آلافاً من مكوناتها التي كانت تحصل عليها من الولايات المتحدة، بمكونات صينية الصنع، وفق ما أعلن مؤسسها في خطاب نشرته إحدى جامعات شنغهاي، الجمعة 17 مارس/آذار 2023.
وكانت "هواوي"، وهي مورّد رائد لمعدات الاتصالات والهواتف الذكية وغيرها من المعدات المتطورة، هدفاً لانتقادات واشنطن بشكل متكرر في السنوات الأخيرة؛ بسبب مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني والتجسس.
وحظرت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الشركات الأمريكية من التعامل مع المجموعة، في حين فرض خلفه جو بايدن عقوبات إضافية شملت حظر بيع معدات جديدة لـ"هواوي" في الولايات المتحدة.
وبالتالي كان على الشركة أن تجد قنوات إمداد جديدة لأشباه الموصلات التي تعتبر مكونات ضرورية لتشغيل الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
استبدال أكثر من 13 ألف قطعة
إلى ذلك، أكد مؤسسها رن تشنغ فاي أن "هواوي" استبدلت أكثر من 13 ألف قطعة بنسخ صينية في السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لنص نشرته جامعة جياو تونغ في شنغهاي.
وأضاف رن في خطابه الذي ألقاه يوم 24 شباط/فبراير، أن الشركة طورت أيضاً أكثر من أربعة آلاف لوحة دوائر كهربائية لمنتجاتها، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
كما أوضح: "حالياً، استقر إنتاجنا من لوحات الدوائر الكهربائية؛ لأننا نملك احتياطياً من مكونات منتجة محلياً"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من تصريحات رن، فيما لم يدلِ ممثل للشركة بتعليقات في اتصال مع الوكالة السبت.
صعوبات تصنيع الرقائق الإلكترونية
ورداً على سؤال من أحد الحاضرين، قال رن إنه لا تزال هناك "صعوبات في تصنيع الرقائق الإلكترونية الدقيقة المتقدمة في الصين، لذلك يتعين علينا إيجاد طرق أخرى للّحاق (بالولايات المتحدة) على هذا الصعيد"، مشيراً إلى أن "هواوي" أنفقت 23,8 مليار دولار على البحث والتطوير في عام 2022، وأن الشركة ستستثمر أكثر في السنوات المقبلة بفضل زيادة في الأرباح.
منذ عدة سنوات، واجهت شركة هواوي التي تتخذ من Shenzhen مقراً لها قيود التصدير الأمريكية على عناصر معدات اتصالات الجيل الخامس عالية السرعة (5G) وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
كما أنه في عام 2019، خلال رئاسة دونالد ترامب، أضاف المسؤولون الأمريكيون الشركة إلى ما يسمى "قائمة الكيانات". وهذا يعني أن الشركات الأمريكية بحاجة إلى الحصول على ترخيص من الحكومة لتصدير أو نقل بعض التقنيات، خاصة بسبب المخاوف من أن الجيش الصيني سوف يستخدمها.
مع ذلك، تم منح التراخيص لبعض الشركات الأمريكية، بما في ذلك Intel و Qualcomm، لتزويد شركة هواوي بتقنية لا علاقة لها بـ 5G.