أقدم مئات الآلاف من المواطنين في كوريا الشمالية على التطوع، للانضمام إلى جيشها أو إعادة تجنيدهم للقتال ضد الولايات المتحدة، رداً على التدريبات المشتركة التي تستمر منذ أيام بين القوات الكورية الجنوبية والأمريكية، والتي أطلق عليها اسم "درع الحرية 23".
الصحيفة الرسمية في كوريا الشمالية ذكرت، السبت 18 مارس/آذار 2023، أن حوالي 800 ألف من الطلاب والعاملين عبروا الجمعة فقط عن رغبتهم في التجنيد أو إعادة الانضمام إلى الجيش لمواجهة الولايات المتحدة.
يأتي ذلك بعد أن أطلقت كوريا الشمالية الخميس صاروخها الباليستي العابر للقارات هواسونج-17، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية، وتم إطلاقه خلال تدريب؛ لإظهار "موقف ردٍّ صارم" على التدريبات العسكرية الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وأظهرت صور لعملية الإطلاق نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في البلاد الخميس، الزعيم كيم جونغ أون وهو يتابع الإطلاق مع ابنته، كما تضمنت صوراً من الفضاء التُقطت على ما يبدو بكاميرا مثبتة على الصاروخ، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
والتجربة الصاروخية هي ثالث استعراض قوة لكوريا الشمالية منذ الأحد، وتأتي بينما تجري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أكبر مناورات عسكرية مشتركة بينهما منذ 5 سنوات.
وأطلقت كوريا الشمالية الصواريخ في البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان، قبل ساعات من توجه رئيس كوريا الجنوبية إلى طوكيو لحضور قمة بحثت سبل التصدي لكوريا الشمالية المسلحة نووياً.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن "تدريب إطلاق السلاح الاستراتيجي يمثل فرصة لتوجيه تحذير أقوى للأعداء الذين يصعّدون عن عمدٍ التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بينما يلجأون باستمرار إلى التهديدات العسكرية غير المسؤولة والمتهورة".
صواريخ كوريا الشمالية الباليستية محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأثار الإطلاق إدانة من حكومات في سول وواشنطن وطوكيو.
تدريبات بين كوريا الجنوبية وأمريكا
وبدأت القوات الكورية الجنوبية والأمريكية، يوم الإثنين، تدريبات مشتركة تستمر 11 يوماً، والتي أطلق عليها اسم "درع الحرية 23″، والتي تجرى على نطاق لم يتكرر منذ 2017، لمواجهة التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية.
واتهم زعيم كوريا الشمالية الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بزيادة التوتر بهذه التدريبات العسكرية.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أنه "شدد على ضرورة بث الخوف في نفوس الأعداء، وردع الحرب فعلياً، وضمان حياة السلام لشعبنا ونضاله من أجل بناء الاشتراكية بشكل موثوق، من خلال تعزيز ردع الحرب النووية بشكل لا رجعة فيه".
ودائماً ما تشعر كوريا الشمالية بالقلق من مناورات الدولتين الحليفتين، باعتبارها تدريباً على الغزو.