أظهر مسح جديد أنَّ 9 من كل 10 أشخاص يعيشون في مخيمات مُزرية للنازحين داخلياً في شمال غرب سوريا تعرضوا للتشريد عدة مرات؛ إذ أفاد تقرير صادر عن منظمة Action for Humanity البريطانية بأنَّ الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/شباط، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، أدى إلى تفاقم الوضع اليائس بالفعل مع بقاء ما يقدر بنحو 98% من السوريين الذين يعيشون في المخيمات دون مأوى آمن حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وبعد مرور 12 عاماً على اندلاع الثورة السورية، أجبر ما يقدر بنحو 1.8 مليون شخص على الإقامة في 1420 مخيماً داخل سوريا. ووجد المسح الذي شمل 263 عائلة نازحة داخلياً في شمال غرب سوريا أنَّ 92% من الأسر النازحة داخلياً صارت بلا مأوى عدة مرات منذ بدء النزاع. ونزح ثُلثاهم (64%) ما بين 4 إلى 7 مرات، بينما قال 23% إنهم نزحوا 8 مرات أو أكثر.
يعمل هاني حبال، من حلب، مستجيباً على الخطوط الأمامية في شمال سوريا، ويشرف على مشروعات إنسانية لصالح منظمة Action for Humanity. وقال: "بصفتي مواطناً سورياً، كانت السنوات الـ 12 الماضية مفجعة. قُتِل وجُرِح الكثير من شعبنا وخسروا منازلهم". وأضاف أنَّ الزلزال "دمر أو أضر بمساكنهم أو جعلهم يشعرون أنها غير آمنة".
وتابع حبال للصحيفة البريطانية: "فقد الكثيرون منازلهم عدة مرات. عندما بدأت الحرب، كان الناس في أماكن مثل دمشق ودرعا وفي جميع أنحاء البلاد، لكنهم نزحوا عندما وصل القتال إلى بلدتهم أو قريتهم. وفروا للنجاة بحياتهم إلى أماكن مثل حلب والرقة، وتعرضوا للتهجير مرة أخرى إلى أماكن مثل إدلب، ثم شُرِّدوا مرة أخرى عندما وصل القتال إلى هناك".
كما أشار حبال: "في بعض الأمثلة المتطرفة، اضطر الناس إلى مغادرة منازلهم أكثر من 20 مرة. هل يمكنك تخيُّل حياة أُجبِرت فيها أنت وعائلتك على أن تكون بلا مأوى، خوفاً على حياتك، أربع أو خمس أو ست مرات؟ هذا هو الواقع بالنسبة لملايين الأشخاص في شمال غرب سوريا".
وهاجم ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، "فقدان اهتمام" المجتمع الدولي بسوريا. وقال في بيان "دهاليز النسيان ليس أسلوب حياة اختاره الملايين في الشمال الغربي".
كما أضاف ميليباند: "كان زلزال فبراير/شباط بمثابة تذكير بأنَّ نسيان أزمة ليست وسيلة لحلها. لقد كشف الزلزال الحقيقة الواضحة عن حياة أولئك الذين تقطعت بهم السبل بسبب الحرب؛ فهم تحت رحمة الأحداث، ومحاصرون بطبيعة الظروف وعُرضة للصدمات".
وبالإضافة إلى المخاوف بشأن العنف والاستغلال وعمالة الأطفال في مخيمات النازحين داخلياً، قالت الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني إنَّ الناس معرضون لتهديد الضربات المميتة في النزاع.