قصة من نسج خيالها دمرت حياتهم! بريطانية تواجه السجن بعد اتهامها “كذباً” أشخاصاً باغتصابها

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/16 الساعة 08:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/16 الساعة 08:13 بتوقيت غرينتش
الشرطة البريطانية - تعبيرية / رويترز

قضت محكمة بريطانية بسجن فتاة لمدة 8 سنوات ونصف بعد إدانتها بالكذب بشأن تعرضها للاغتصاب والاتجار من قبل "عصابة آسيوية"، فضلاً عن تقديم ادعاءات اغتصاب كاذبة ضد مجموعة من الرجال الآخرين، بحسب ما أفادت صحيفة الغارديان

وأدانت المحكمة إليانور ويليامز (22 عاماً) بـ9 تهم تتعلق بإفساد مسار العدالة، حيث قال القاضي، خلال جلسة الحكم، الثلاثاء 14 مارس/آذار، إنها كانت "خيالية كاملة"، كما انتقدها لعدم إظهارها أية "علامات ندم كبيرة".

كانت إليانور نشرت ادعاءاتها خلال فترة الإغلاق في مايو/أيار 2020، عندما نشرت صوراً لها على فيسبوك مغطاة بكدمات مروعة، وبعين سوداء وإصبع مقطوع جزئياً، زاعمة أنها تعرضت للضرب وأُجبرت على حضور "حفلات جنسية" من قبل رجال آسيويين "أشرار لكنهم أذكياء"، بحسب وصفها.

لكن التحقيقات كشفت أن تلك الإصابات تسببت بها الفتاة نفسها حيث تعمدت إحداثها بواسطة مطرقة.

وبينما حصد منشورها على فيسبوك آنذاك 100 ألف مرة، أدت مزاعم إليانور إلى تأجيج موجة من الغضب وأعمال التخريب في مسقط رأسها ضد أقليات مسلمة وآسيوية.

ومنذ انتشار الادعاءات في 2020، سجلت شرطة مدينة كمبريا (مسقط رأسها) 151 جريمة مرتبطة بالقضية، بما في ذلك الاتصالات الكيدية والمضايقات، فضلاً عن الأضرار الجنائية ومخالفات النظام العام، كما تضاعفت جرائم الكراهية 3 مرات منذ ذلك الحين. 

وبدأت محاكمة ويليامز في  أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، قبل أن يخلص القاضي روبرت ألثام، خلال عرضه لمنطوق الحكم، إلى أنه لا يستطيع تفسير دوافع تلك الفتاة، لافتاً إلى أنها استخدمت في مزاعمها وقائع حقيقية لحوادث سابقة تعرضت فيها مراهقات لاستغلال من رجال بعضهم من أصول جنوب آسيوية.

الضحايا حاولوا الانتحار

من جانب آخر، أوضح ثلاثة من المتهمين للسلطات أنهم حاولوا الانتحار أثناء فترة احتجازهم.

كانت إليانور قد زعمت أن صاحب شركة يدعى، محمد رمضان، "قام بتهيئتها" منذ أن كانت تبلغ من العمر 12 عاماً، وأنه قد أخذها إلى العاصمة الهولندية، أمستردام، حيث أجبرت على ممارسة الجنس مقابل المال، وأنه قد باعها في مزاد علني. 

لكن الشرطة اكتشفت لاحقاً أن الاتهامات تلك غير صحيحة، في حين أوضح رمضان أنه قد تلقى تهديدات بالقتل لا حصر لها من جميع أنحاء العالم على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وقال القاضي إن رمضان كان في حالة من اليأس لدرجة أنه حاول الانتحار أمام عائلته، بعد أقدم أشخاص على تحطيم نوافذ سيارته، بالإضافة إلى انتهاء مسيرته المهنية كرجل أعمال ناجح. 

وقال رمضان للصحفيين خارج المحكمة عقب إدانة ويليامز: "لست متأكداً كيف سأتعافى أنا وعائلتي من هذه التجربة.. إزالة الطين عن الثوب النظيف يحتاج بعضاً من الوقت". 

بدوره، قال جوردان ترينغوف، الذي جرى احتجازه لمدة 10 أسابيع وتعرض منزله للمداهمة من قبل رجال الأمن، إن حياته قد دمرت، وإنه حاول الانتحار بعد أن تم كتابة كلمة "مغتصب" على جدار بيت عائلته، مشيراً إلى أن ينوي مقاضاة الشرطة بعد أن ثبتت براءته. 

اعتذار!

من جانبها، قدمت ويليامز اعتذاراً في رسالة إلى المحكمة جاء فيها: "أنا لا أقول إنني مذنبة، ولكني أعرف أنني أخطأت في بعض الأمور، وأنا آسفة على ذلك". 

أضافت: "لقد شعرت بالحزن الشديد بسبب المشاكل التي حدثت في بارو.. لو كنت أعرف ما هي العواقب التي ستنجم عن هذا الأمر ما كنت أقدمت على ما فعلت". 

كما أشارت إلى أنها لم تحرض أبداً على أية اضطرابات في مجتمعها من خلال منشورها على فيسبوك، لكن القاضي قال إنه كان من المتوقع أن يتم استهداف الأشخاص من أصل باكستاني بناءً على ما كتبت.

تحميل المزيد