رفضت إسرائيل، الأربعاء، 15 مارس/آذار 2023، السماح لممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، بزيارة البلاد، وذلك على خلفية تصريحاته بشأن هجمات المستوطنين، وما تسميه حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة بـ"الإصلاحات القضائية"، والتي انتقدها بوريل علانية.
إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قالت في بيان إن بوريل قدّم عدة طلبات للحضور إلى تل أبيب، ولم تستجب وزارة الخارجية لطلبه، وأضافت أن "السبب هو تصريحات بوريل ضد إسرائيل، والمقارنات التي أجراها بين حماس والحكومة الحالية".
كذلك نقلت الإذاعة عن مصدر سياسي إسرائيلي، لم تسمّه، قوله: "لا يستحق (بوريل) أن يحضر إلى هنا"، فيما لم تعقب على الفور الحكومة الإسرائيلية أو الاتحاد الأوروبي على هذه الأنباء.
جاء الإعلان عن رفض استقبال إسرائيل لبوريل، غداة مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، مع بوريل، يوم الثلاثاء، 14 مارس/آذار 2023، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان سابق، إن كوهين "رفض أي محاولة للتدخل في الشؤون السياسية الداخلية لدولة إسرائيل"، بحسب تعبيره.
كذلك أشارت الوزارة إلى أن "كوهين رفض في محادثته الهاتفية مقارنة بوريل بين الهجمات الفلسطينية والضحايا الإسرائيليين وأعمال الجيش ضد المهاجمين الفلسطينيين"، بحسب تعبير البيان.
أضاف بيان الخارجية أن هنالك "خللاً مستمراً في مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل"، وطالبت الخارجية باتخاذ خطوات "من شأنها أن تعبّر عن فهم الأوروبيين للوضع الأمني المعقد الذي تجد إسرائيل نفسها فيه".
غير أن بوريل رفض في وقت لاحق، في خطاب أمام البرلمان الأوروبي، اتهامات كوهين للاتحاد الأوروبي بالتدخل في الشؤون الإسرائيلية الداخلية.
من جانبه، قال موقع "I24 News" الإسرائيلي، إن بوريل كان قد أعرب أمس الثلاثاء، عن مخاوفه بشأن "الإصلاحات القضائية"، التي تمضي فيها حكومة نتنياهو المتطرفة.
أضاف الموقع أنه في الأسبوع الماضي، نشر بوريل مقالاً قارن فيه هجمات المستوطنين في الضفة الغربية بهجمات المسلحين الفلسطينيين ضد الإسرائيليين.
كما انتقد بوريل العمليات العسكرية لتل أبيب التي تتسبب، في كثير من الأحيان، في قتل مدنيين فلسطينيين، مشيراً إلى أنه في كثير من الأحيان يتم هذا دون مساءلة فعالة، كما أشار أيضاً إلى "المستوطنات غير القانونية التي تتوسع".
في الأسبوع الماضي أيضاً، دعا ممثلون لـ15 دولة أوروبية، تل أبيب للتراجع عن قرارات إجلاء عائلات فلسطينية من منازلها في الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة في القدس الشرقية.
في 7 مارس/آذار 2023، كذلك، دعا بيان صادر عن بوريل نيابة عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تل أبيب لوقف التوسع الاستيطاني غير القانوني بموجب القانون الدولي، وإلى ضمان محاسبة مرتكبي أعمال العنف من المستوطنين ضد الفلسطينيين.
يُذكر أن الضفة الغريبة تشهد تصعيداً كبيراً بسبب عمليات الاقتحام المتكررة لقوات الاحتلال، وفي 26 فبراير/شباط 2023، شهدت بلدة حوارة جنوبي نابلس بالضفة، هجمات غير مسبوقة شنّها مستوطنون، أسفرت عن قتل فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب البلدة.