تسببت المخاوف من تبعات انهيار بنك سيليكون فالي (بنك وادي السيليكون)، في تكبد الأسهم المالية العالمية خسائر بـ465 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يومين، وذلك بالتزامن مع اتجاه المستثمرين إلى خفض تعرضهم لمخاطر المُقرضين من نيويورك إلى اليابان، وذلك على الرغم من محاولات أمريكا طمأنة قطاع المصارف عقب إفلاس البنك.
وكالة Bloomberg الأمريكية أفادت، الثلاثاء 14 مارس/آذار 2023، بأن الخسائر اتسعت، اليوم الثلاثاء، مع انخفاض مؤشر MSCI للأسهم المالية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 2.7%، ليصل بذلك لأدنى مستوى له، منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كذلك تراجعت أسهم المجموعة المالية Mitsubishi UFJ بنسبة 8.3% في اليابان، بينما شهدت المجموعة المالية Hana Group الكورية الجنوبية هبوطاً بنسبة 4.7%، كما فقدت ANZ Group Holdings الأسترالية 2.8% من قيمتها.
يأتي هذا في ظل مخاوف من أنَّ الشركات المالية يمكن أن ترى تأثير القلق الناجم عن انهيار بنك وادي السيليكون يمتد إلى استثماراتها في السندات والأدوات المالية الأخرى.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة، يوم الإثنين 12 مارس/آذار 2023، وسط توقعات بأن يقرر البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تأجيل رفع أسعار الفائدة بسبب الاضطرابات في النظام المصرفي.
في هذا السياق، قال جون وودز، كبير مسؤولي الاستثمار لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك Credit Suisse Group AG، إن "الأسواق المالية في وضع بالغ الحساسية. نحتاج حقاً إلى معرفة التأثير الدقيق الذي من المحتمل أن يُحدِثه هذا على نطاق أوسع في السوق".
أضاف وودز في تصريح لوكالة Bloomberg: "إحساسي هو أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يتوقف مؤقتاً لأنني أعتقد أنَّ هذا يتعلق إلى حد كبير بمخاطر السيولة النقدية".
خسائر أخرى
منذ يوم الجمعة 17 مارس/آذار 2023، انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المُدرَجة في مؤشر MSCI المالي العالمي ومؤشر MSCI EM Financials للأسواق الناشئة بنحو 465 مليار دولار.
كانت البنوك المحلية الأمريكية من بين الأكثر تضرراً في تعاملات يوم الإثنين، 13 مارس/آذار 2023، وقالت وكالة رويترز إن البنوك الأمريكية خسرت حوالي 90 مليار دولار من قيمتها بسوق الأسهم.
هذه الخسائر جاءت إثر انخفاض مؤشر KBW للبنوك المحلية بنسبة 7.7%، وهو أكبر انخفاض له منذ يونيو/حزيران 2020، فضلاً عن تراجع أسهم بنك وشركة First Republic بنسبة 73% تقريباً في ثلاث جلسات لتكون أكبر الخاسرين على مقياس MSCI World Financials في هذه الفترة.
كما تراجعت أسهم البنوك وشركات التأمين الأوروبية، يوم الإثنين 13 مارس/آذار. إذ انخفض سهم بنك Credit Suisse Group AG بنسبة تصل إلى 15% في انخفاض قياسي جديد.
والبنوك الكبرى في شمال آسيا لديها في الغالب "الحد الأدنى من مخاطر السحب المفاجئ للودائع الذي تسبب في انهيار بنك وادي السيليكون"، نظراً لودائعها الصلبة ومزيج الأصول والسيولة الذي تمتلكه، بحسب ما قاله فرانسيس تشان، المحلل في Bloomberg Intelligence.
أضاف تشان أن "المُقرضين الأصغرين قد يكون لديهم حجم سيولة نقدية ومخاطر ائتمانية يمكن التغاضي عنها بسهولة".
يُشار إلى أن إغلاق بنك "وادي السيليكون" لا يمثل أكبر عملية إفلاس مصرفي منذ إغلاق بنك "واشنطن ميوتشوال" للادخار في عام 2008 فحسب، بل أيضاً يمثل ثاني أكبر إفلاس لبنك بالتجزئة في الولايات المتحدة.