قال توماسي فوتي، المشرّع من حزب رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، المتطرف، الأحد 12 مارس/آذار 2023، إن تقارير استخباراتية تتحدث عن وجود ما يقرب من 700 ألف مهاجر في ليبيا، ينتظرون فرصة الهجرة إلى إيطاليا عن طريق البحر، لكن مسؤولاً أممياً وصف الرقم بأنه غير موثوق.
فوتي وهو ممثل برلماني لحزب "إخوة إيطاليا"، قال في تصريح لقناة Tgcom24 التلفزيونية، إنَّ "أجهزة المخابرات الإيطالية قدّرت أنَّ 685 ألف مهاجر في ليبيا، كثير منهم في معسكرات الاعتقال، يتوقون للإبحار عبر البحر المتوسط في قوارب المُهرّبين".
أثار تقييم أجهزة المخابرات بخصوص المهاجرين عناوين الصحف في إيطاليا، لكن المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فلافيو دي جياكومو، قال إنَّ الرقم يبدو أنه يخلط بين الحد الأقصى للعدد المُقدَّر للمهاجرين في ليبيا، وبين أولئك الذين يسعون بالفعل للتوجه من هناك إلى أوروبا.
دي جياكومو أضاف في تصريح لوكالة The Associated Press في روما: "يبدو أنَّ هذا الرقم هو مجرد تقدير، الذي نضعه نحن أيضاً، لكن للوجود الكلي في ليبيا".
أشار دي جياكومو إلى أن بين هذا العدد "لا يريد سوى جزء صغير أن يغادر، ولا ينجح إلا جزء أصغر في المجيء" إلى أوروبا، ولفت أيضاً إلى أنَّ العديد من المهاجرين في ليبيا يأتون من النيجر وتشاد، وهما دولتان إفريقيتان على الحدود الجنوبية لليبيا، ويعودون في النهاية إلى أوطانهم.
تابع دي جياكومو أنَّ تقدير جهاز المخابرات الإيطالي "هو الأخير في سلسلة طويلة من الإنذارات التي رأيناها في آخر 10 أو 12 عاماً، والتي تبيّن أنها كانت خاطئة. هذا الرقم لا يبدو أنه ذو مصداقية مطلقة".
يأتي هذا، فيما تواجه إيطاليا انتقادات بعد فقدان 30 مهاجراً، إثر انقلاب قارب أبحر من ليبيا، إذ قال خفر السواحل الإيطالي إنه جرى إنقاذ 17 مهاجراً من وسط البحر المتوسط، الأحد 12 مارس 2023، فيما لا يزال 30 آخرون في عداد المفقودين.
تأتي المأساة بعد غرق قارب في 26 فبراير/شباط 2023 على مقربة من منطقة كالابريا في جنوب إيطاليا، وهو الحادث الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 79 شخصاً، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
مبادرة (هاتف الإنذار) الخيرية التي تستقبل اتصالات قوارب المهاجرين، توقعت أن يكون المفقودون الثلاثون قد لقوا حتفهم، وحمَّلت إيطاليا المسؤولية عن ذلك بسبب الإحجام عن إرسال خفر السواحل رغم إبلاغهم عدة مرات يوم السبت الفائت أن القارب يواجه مشكلة.
أضافت المبادرة في بيان لها الأحد 12 مارس 2023: "من الواضح أن السلطات الإيطالية كانت تحاول التهرب من نقل الأشخاص إلى إيطاليا، وتلكأت في التدخل حتى يصل ما يسمى بخفر السواحل الليبي وإعادة الناس قسراً إلى ليبيا".
مع ذلك، قال خفر السواحل الإيطالي إن القارب انقلب خارج منطقة البحث والإنقاذ الإيطالية، وقال وزير الخارجية أنطونيو تاياني إن روما تبذل قصارى جهدها لتجنب تعرض القوارب لحوادث.
الانتقادات التي تواجهها إيطاليا في القضية المتعلقة بإنقاذ المهاجرين، تزيد الضغوط على الحكومة اليمينية التي تولت مهامها في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعدما تعهدت بالحد من تدفق المهاجرين.
من جانبها، تأمل رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني اليمينية في أن يسفر اجتماع الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في وقت لاحق من هذا الشهر، عن تضامن ملموس من زملائها قادة دول الاتحاد الأوروبي في إدارة الأعداد الكبيرة من المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يأتون إلى البلدان الواقعة على حافة البحر المتوسط، بما في ذلك اليونان وقبرص ومالطا وإسبانيا وكذلك إيطاليا.
يُشار إلى أنه منذ بداية العام الحالي وحتى 10 مارس/آذار 2023، وصل حوالي 17600 مهاجر، بمن فيهم بضعة آلاف نزلوا في الموانئ الإيطالية في الأيام العديدة الماضية.
يُقدَّر هذا بنحو ثلاثة أضعاف عدد المهاجرين خلال نفس الفترة الزمنية في كل من العامين السابقين، على الرغم من أنَّ جائحة "كوفيد-19" ربما أدت إلى عدد أقل من الرحلات.