أعلنت مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية، الأحد 12 مارس/آذار 2023، أن 3 من أفرادها استشهدوا في اشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، وتوعدت الاحتلال بشن مزيد من الهجمات من قبل أفراد المجموعة، فيما نددت فصائل فلسطينية بقتل جيش الاحتلال للفلسطينيين الثلاثة.
جاء ذلك في بيان نشرته المجموعة على قناتها في تطبيق تليغرام، وقالت إنه "بعد رصد دقيق لوحدة غولاني (التابعة للجيش الإسرائيلي)، على حاجز صرة (قرب نابلس)، تحركت إحدى مجموعاتنا المقاتلة لنصب كمين لهذه الوحدة والاشتباك معهم".
أضافت المجموعة: "تبيّن لنا أن عناصر هذه الوحدة ينصبون كميناً لمجموعتنا القتالية، فقرر عناصر المجموعة التسلّل لإيقاع جنود هذه الوحدة في كمينٍ أكبر وأوسع، ووقع الاشتباك من مسافة الصفر قبل أن يتوزع مقاتلونا في المنطقة".
أشار البيان إلى أن "عناصر المجموعة وعددهم ثلاثة ارتقوا شهداء، وهم جهاد الشامي، وعدي الشامي، ومحمد الدبيك"، كما توعدت المجموعة الفلسطينية المسلحة الجيش الإسرائيلي، قائلة إن "عرين الأسود تتحرك باحثةً عنكم في كل مكانٍ وزمان وأن سلسلة عمليات الثأر مستمرة".
كان المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، قد قال في وقت مبكر من اليوم الأحد إن "مسلحين فلسطينيين أطلقوا الليلة الماضية النار نحو قوة عسكرية كانت داخل موقع عسكري في مفرق جيت قرب مدينة نابلس"، مشيراً إلى أن الجيش قتل 3 فلسطينيين، وزعم تسليم مقاتل رابع لنفسه.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لاحق، استشهاد 3 مواطنين برصاص الجيش الإسرائيلي قرب نابلس.
تنديد فلسطيني
في سياق متصل، نددت فصائل فلسطينية، بقتل الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين الثلاثة، وتوعدت تل أبيب بالرد على هذه "الجريمة" الجديدة.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قالت في بيان، إن "تصاعد جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا وتدنيسه للمقدسات سيُقابل بمزيد من الصمود والمقاومة، شعبنا سيضرب العدو الغاصب في كل مناطق أرضنا المحتلة حتى زواله".
كما شدد المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" طارق عز الدين، عبر بيان، على أن "إعدام الفلسطينيين الثلاثة جريمة بشعة جديدة تُسجل في سجل الاحتلال"، مضيفاً أن "حكومة الاحتلال تثبت كل يوم أنها تعلن الحرب الشاملة على شعبنا، وتستخدم كل الطرق البشعة التي تستوجب الرد عليها بكل الطرق".
بدورها، قالت حركة "الأحرار الفلسطينية"، إن "شلال الدم النازف في الضفة يؤكد دعم حكومة الإرهاب لهذه السياسة الممنهجة ضد شعبنا، ويثبت أن المقاومة وحدها كفيلة بلجم هذا العدوان"، ودعت المقاومين إلى تصعيد الاشتباك مع قوات الاحتلال في كل ساحات الضفة الغربية.
أصبحت مجموعة "عرين الأسود" مثار قلق إسرائيلي كبير، وسط التفاف شعبي فلسطيني حولها، وفي الوقت ذاته يبدو أن تركيبة وجذور المجموعة جعلت السلطة الفلسطينية تتحفظ على مواجهتها، خاصةً أن "عرين الأسود" تكاد تحصر دورها في التصدي لتوغلات الاحتلال الإسرائيلي.
ذاع نشاط "عرين الأسود" قبل اسمها كمجموعة مسلحة تجنَّد فيها عشرات المقاومين الذين اتخذوا من البلدة القديمة بنابلس مقراً لهم، وأخذوا على عاتقهم مقاومة الاحتلال أينما وكيفما وجد، وبكل أشكاله، من جنود ومستوطنين وغيرهم.
منذ مطلع عام 2023، زادت بصورة ملحوظة وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ويرد عليها فلسطينيون في الغالب بعمليات فردية.