قضت محكمة يونانية في جزيرة كريت، بحبس صياد مصري 280 عاماً في محاكمة جرت، الأربعاء 8 مارس/آذار 2023، على خلفية إدانته بتهريب نحو 476 شخصاً إلى الأراضي اليونانية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وذلك وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس الأحد 12 مارس/آذار 2023.
في سياق متصل، قالت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، إن الصياد الذي يدعى "حسن الفلاح" والبالغ من العمر 45 عاماً، واجه عقوبة أشدّ قسوة، إذ حكمت عليه السلطات بالسجن 4760 عاماً، قبل أن "تأخذ المحكمة في الاعتبار" وتخفف الحكم.
صياد مصري كبش فداء في اليونان
بدوره، قال المتحدث باسم منظمة التضامن مع المهاجرين (Borderline Europe) للصحيفة: "إننا ندين بشدة التجريم المشين للأشخاص المتنقلين"، وقالت المنظمة الإنسانية إن الصياد كان كبش فداء وعومل بشكل غير عادل كمجرم، على حد تعبيرها.
بحسب المادة 30 من قانون الهجرة اليوناني، فإن حسن الفلاح متهم بـ"الدخول والنقل غير المصرّح بهما، وتعريض حياة الركاب للخطر والعمل من أجل الربح والانتماء لمنظمة إجرامية"؛ لذا عوقب بالحبس 10 سنوات لكل شخص نقل إلى الأراضي اليونانية، ليصل الحكم النهائي إلى 4760 عاماً، قبل تخفيفه.
الفلاح أب لـ4 أطفال، وقد أراد المغادرة مع نجله البالغ من العمر 15 عاماً إلى المملكة المتحدة، حيث يقيم نجله الآخر هناك، إلا أن خفر السواحل اليوناني ضبطهما بعد تعرض مركبهم لمحنة جنوبي جزيرة كريت، فيما نقل الأب لسجن في مدينة خانيا، ونقل الابن لمعسكر للقصر دون اتهامات واضحة.
في سياق موازٍ، سلط المجلس الأوروبي المعني باللاجئين (ECRE) الضوء على حكم الصياد المصري، في تقرير له نشر في مارس/آذار الجاري، وقال إنه يأتي "استمراراً لحملة القمع اليونانية ضد الأشخاص المتنقلين".
سياسات اليونان الصارمة!
في سياق موازٍ، قال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي إن سياسات الحدود اليونانية الصارمة ربما تكون ساهمت في قرارات أدت إلى غرق قارب مهاجرين قبالة إيطاليا؛ مما تسبب في مقتل أكثر من 60، وذلك من خلال دفعهم للهجرة إلى إيطاليا بدلاً من اليونان.
جاء ذلك في رد لبيانتيدوزي على سؤال عن سبب توجه المهاجرين عن طريق البحر من تركيا إلى إيطاليا بدلاً من اليونان، وهي أقرب كثيراً، وذلك خلال مقابلة مع تلفزيون (راي) العام في وقت متأخر الثلاثاء الماضي.
أضاف بيانتيدوزي: "اليونان تطبق سياسات الاحتواء القوي للوافدين على هذا الطريق، بل تدفعهم للعودة أدراجهم؛ وهو ما يخضع للتدقيق من الاتحاد الأوروبي. لذلك، سوف يُسأل الناجون عن ذلك، فربما يكون أثّر على قرار التوجه مباشرة إلى إيطاليا".
تحطم القارب على الصخور قبالة جنوب إيطاليا، مما أودى بحياة 67 مهاجراً على الأقل، بينهم 16 طفلاً، بعد عدة أيام من مغادرته ميناء إزمير بغرب تركيا.
فقدان لاجئين في البحر المتوسط
في حين قالت وزارة الهجرة واللجوء اليونانية في بيان: "لا تزال الأرواح البشرية تُفقد في البحر المتوسط، إذ يواصل مهربو البشر التربح من خلال وضع الناس في سفن غير صالحة للإبحار"، مضيفة أنه من الضروري أن "يتم إغلاق جميع منافذ العبور غير القانونية عند نقطة المغادرة".
في حين دأبت اليونان على نفي الاتهامات بأنها تصد المهاجرين وطالبي اللجوء قائلة إنها تعترض القوارب في البحر لحماية حدودها وحدود الاتحاد الأوروبي. ولطالما كانت اليونان، مثل إيطاليا، نقطة دخول رئيسية للاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا إلى الاتحاد الأوروبي.