قال موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 9 مارس/آذار 2023، إن موقع "تويتر" جمَّد حساباً إلكترونياً لرجل سعودي زعم أنه كان عقيداً في المديرية العامة للأمن العام السعودي، وذلك بعد أيام من إعلان "انشقاقه" وانتقاده العلني لأحوال المملكة.
في مقطع فيديو نُشر هذا الأسبوع، قال العقيد رابح العنزي إنه تخلى عن منصبه بسبب "الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان" و"السياسات المتهورة والطيش السياسي" لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما انتهى موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إلى أن رواية العنزي عن الانشقاق "ذات مصداقية".
وتحدث العنزي عبر موقع تويتر عن مخاوفه بشأن تزايد الاختفاء القسري في المملكة، وقال إن خطة ولي العهد لتنويع اقتصاد المملكة (رؤية 2030) خطةٌ "كارثية".
وأعاد العنزي مشاركة منشور عن شابين من قبيلة الحويطات، التي ورد أن الآلاف من أبنائها قد هُجِّروا دون تعويض مناسب أو سكن بديل، لتهيئة المجال لمشروع نيوم العملاق الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار.
وفي إحدى التغريدات الأخيرة قبل تجميد الحساب على تويتر، تساءل العنزي عن مكان جثة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي.
ولا تزال صفحة العنزي الإلكترونية على موقع يوتيوب متاحة، وفيها 4 مقاطع فيديو مطولة نُشرت خلال الأسبوع الماضي، أما موقع تويتر، الذي قيل منذ مدة إنه حلَّ فريق المتحدثين الصحفيين باسمه، فلم يرد على طلب للتعليق، الخميس 9 مارس/آذار.
حملة ضد العنزي على تويتر
وتداول العشرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع فيديو "انشقاق" العنزي، منذ نشره مبرزاً هويته الخاصة، وانقسمت الحسابات عبر تويتر ما بين مرحب وناقد، فيما وصفه البعض بأنه "خائن".
وتفاعل العشرات عبر وسم "#خونه_الاوطان" من بينهم عائض القرني، الذي وصف العنزي بأنه "جاحد حق الوطن لئيم. والمتهاون في الدفاع عنه جبان، والمُحايد في حُبه ورفعة شأنه فاشل خامل، فكيف إذا كان الوطن مهد الرسالة، ومولد النور، ومُنطلق الخير، ورمز الحضارة والعدل والسلام؟".
وتساءل أحد الحسابات عن سبب مغادرة الضابط إلى بريطانيا "بلاد الكفار" بدلاً من أفغانستان "هناك يطبقون الشريعة"، على حد تعبيره.
وقال آخر: "مو رابح بل خاسر لوطنه ومليكه ولا توجد صفة أقبح من خيانة الوطن لا شيء يبرر خيانة الوطن".
قمع المعارضة عبر الإنترنت
يأتي انشقاق العنزي في غضون أيام من فرار عماد المبيض -الإمام السابق لمسجد الملك عبد العزيز في الدمام- من المملكة بعد انتقاده على وسائل التواصل الاجتماعي ما وُصف بالإصلاحات التي أجراها ولي العهد في صناعة الترفيه بالبلاد.
من جهة أخرى، فإن نشر أي انتقاد للسلطات السعودية عبر الإنترنت دون عواقب على أمان الناشر وحريته صار أمراً بالغ الصعوبة في السنوات الأخيرة، لوجود جيوش من المتصيدين المتأهبين لمهاجمة الانتقادات ونشر الدعاية المهاجمة لأصحابها، فضلاً عن حوادث الإخفاء والاعتقال لمن يصرحون بمعارضتهم علانية.
واختفى أكثر من 12 شاباً كانوا يستخدمون حسابات مغمورة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتقادهم سياسات وممارسات في المملكة خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران 2021. وقال بعض أصدقائهم ومتابعوهم للموقع البريطاني إنهم يشتبهون في اعتقال مئات آخرين في المدة ذاتها.
وانتهى الأمر بكثير من هؤلاء المعتقلين إلى الاحتجاز بتهمة الإرهاب في سجون تديرها المباحث العامة السعودية. وقد حُكم على واحد منهم، عبد الله جيلان، في نوفمبر/تشرين الثاني بالسجن 10 سنوات، وحظر السفر 10 سنوات، بسبب تغريداته عن البطالة في البلاد.
وانضم جيلان إلى عدد متزايد من السعوديين غير المعروفين الذين حُظرت حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل سلمى الشهاب ونورا القحطاني، وسعد الماضي، وصدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن لنشرِهم تغريدات فيها انتقاد للحكومة السعودية.