على الرغم من أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي قد صرحا بأنهما يميلان إلى عدم شراء القمح المزروع في روسيا، فإن الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر "فعلت ذلك مجدداً"، وفق ما كشفه موقع Africa Intelligence الفرنسي.
حيث أرست الهيئة أحدث مناقصة لاستيراد القمح على شركة Grainflower، وتضمنت الصفقة توريد 3 دفعات (دفعة بحجم 40 ألف طن، ودفعتين بحجم 60 ألف طن) من القمح إلى مصر، في المدة ما بين 1 و15 أبريل/نيسان المقبل، بمبلغ 316 دولاراً للطن.
ومع أن هذه الشركة مسجلة في "مركز دبي للسلع المتعددة"، فإن أحداً لم يسمع بها في دبي قبل فوزها بهذه المناقصة، حتى بين تجار الحبوب في الإمارات، بحسب الموقع.
لكن الموقع أشار إلى أن شركة Grainflower مرتبطة بشركة Trading House RIF، وهي أكبر مصدِّر للقمح الروسي.
وفي 15 فبراير/شباط الماضي، منحت وزارة الزراعة الروسية الشركةَ العملاقة أكبر حصة من صادرات القمح لعام 2023 (بلغت نحو 4.9 مليون طن)، ما جعلها متقدمة بفارقٍ كبير على بقية الشركات الروسية العاملة بتوريد القمح في شمال إفريقيا وشرقها، مثل شركة Grain Gates (التي بلغت حصتها 3.2 مليون طن)، وشركة Aston (التي بلغت حصتها 2.8 مليون طن).
يقع المقر الرئيسي لشركة Trading House RIF في مدينة روستوف أون دون الروسية بالقرب من بحر آزوف، وهي تتعاون حتى الآن مع شركة أخرى مسجلة في مركز دبي للسلع المتعددة تحت اسم GTCS Trading.
نسخة تكاد تكون متطابقة
يبدو أن الزيادة في حصة التصدير الممنوحة لشركة RIF قد دفعتها إلى تنويع ممثليها لتوريد القمح من روسيا بكيانٍ آخر في دبي.
ومع ذلك، فقد تبين أن موقع شركة Grainflower الإلكتروني هو فعلياً نسخة طبق الأصل من موقع شركة GTCS، ولم يتغير سوى الاسم والعنوان في دبي وهيئة الألوان في الموقع.
أما الاختلاف الوحيد الجدير بالذكر، فهو أن موقع شركة GTCS الإلكتروني يذكر أسواقه الأساسية، التي تشمل مصر وكينيا وتنزانيا وموزمبيق، في حين أن الموقع الإلكتروني لشركة Grainflower لا يقدم مثل هذه التفاصيل.
يشار إلى أن العلاقات بين مصر وروسيا تحولت إلى واحد من أكثر الملفات تعقيداً، بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية حتى قبل اندلاع الحرب الأوكرانية، فالقاهرة تريد الحفاظ على علاقتها الوثيقة مع موسكو التي اكتسبت زخماً في عهد الرئيس السيسي، دون إغضاب الغرب في الوقت ذاته.
وكثيراً ما تواجه روسيا اتهامات أوكرانية وغربية بسرقة القمح من الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها القوات الروسية ضمن الهجوم الذي تشنه على البلاد منذ أكثر من عام؛ مما دفع واشنطن وأوروبا إلى التحذير من شراء القمح "المنهوب" من أوكرانيا.