هاجم مستوطنون إسرائيليون، الأربعاء 8 مارس/آذار 2023، منزل الناشط الفلسطيني عيسى عمرو في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية على مرأى عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضمن سلسلة اعتداءات عنيفة يشنها المستوطنون ضد بلدات وقرى فلسطينية.
ووثق مقطع فيديو، إلقاء عدد من المستوطنين الحجارة والزجاجات على المنزل وتحطيم أثاث في باحته، بينما يظهر في الفيديو عدد من الجنود الإسرائيليين وهم يراقبون المشهد دون تدخل.
وكتب عمرو، وهو ناشط معروف على المستوى الدولي، في تغريدة: "هاجم مستوطنون يهود إسرائيليون منزلي في تل الرميدة بالخليل، واقتحموا الباحة، وتضرر كرسيان وطاولة واحدة، ولم يعتقل الجندي أياً من المهاجمين". وأضاف: "إنه فصل عنصري وتفوق يهودي".
ولفت في تغريدة أخرى إلى أن "المستوطنين الإسرائيليين يشربون الخمر في بوريم 2023 (أي عيد المساخر اليهودي)، ثم ألقوا زجاجات النبيذ الفارغة على منازلنا وعلينا". مضيفاً: "لا محاسبة على عنف المستوطنين اليهود".
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على وجود جنوده في المنطقة دون تدخل، لكن منظمة "يكسرون الصمت" اليسارية الإسرائيلية علقت على الفيديو في تغريدة: "تقليد عيد المساخر في الخليل: المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين، والجنود في الموقع يسمحون بالهجوم".
عنف المستوطنين
كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكثير من الدول العربية والإسلامية والدولية أدانت عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وطالبت بوقفه.
والأربعاء، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط تور وينيسلاند، في تصريح مكتوب: "إنني منزعج للغاية من استمرار العنف، ومروع من هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين قبل يومين في حوارة بالقرب من نابلس".
أضاف: "يجب على إسرائيل، كقوة محتلة، ضمان حماية السكان المدنيين ومحاسبة الجناة"، وأردف: "نحن في خضم دوامة من العنف يجب أن تتوقف على الفور"، لافتاً إلى أن مجلس الأمن "تحدث بصوت واحد".
ودعا وينيسلاند الأطراف إلى "التزام الهدوء وضبط النفس، والامتناع عن الأعمال الاستفزازية والتحريضية والخطاب التحريضي"، مشيراً إلى أنه "تمت التعهدات في العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية والتي يجب تنفيذها إذا أردنا إيجاد طريق للمضي قدماً".
وفي 26 فبراير/شباط الماضي، عُقد اجتماع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر، في مدينة العقبة جنوبي الأردن.
واتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في اجتماع العقبة، على وقف الإجراءات الأحادية الجانب لأشهر محددة، كما اتفقا على عقد اجتماع مجدداً بمدينة شرم الشيخ المصرية في مارس/آذار الجاري، لتحقيق الأهداف التي جرى نقاشها في قمة العقبة.
وتعتبر مناطق شمالي وجنوبي الضفة الغربية من الأكثر استهدافاً من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وفي 26 فبراير/شباط الماضي، شهدت حوارة هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب البلدة.