انتقد اللواء محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع السودانية، العسكريين الذين يتولون الحكم في البلاد، قائلاً إنهم يرفضون التنحي للسماح بانتقال ديمقراطي للسلطة في ظل إدارة مدنية، وفق ما نقلته وكالة The Associated Press الأمريكية، الأربعاء، 8 مارس/آذار 2023.
حيث قال حميدتي في خطاب لقوات الدعم السريع بقاعدة عسكرية في العاصمة الخرطوم، الثلاثاء، 7 مارس/آذار، إن خلافه الذي انتقل للعلن في الأسابيع الأخيرة مع قادة عسكريين في الجيش السوداني، يتمحور حول مسألة تسليم السلطة للمدنيين، "فنحن في خلاف مع أي شخص يريد أن يكون ديكتاتوراً".
كما أضاف محمد حمدان دقلو في خطابه أن الدول الأجنبية، ومنها دول الخليج الغنية والحكومات الأوروبية، جعلت استعادة التحول الديمقراطي شرطاً لاستئناف المساعدة للسودان.
إذ كانت العديد من الحكومات الأجنبية والمؤسسات الدولية توقفت عن تقديم المساعدة للسودان في أعقاب الانقلاب، وضغطت على البرهان ودقلو لسحب قبضتهما على السلطة. وقال حميدتي: "أي طرف نطلب مساعدته لدعم السودان، يقول لنا: (بعد تشكيل حكومة مدنية)".
يأتي ذلك بينما غرقَ السودان في حالة من الفوضى بعد أن أطاح انقلاب عسكري بحكومة مدعومة من الغرب في أكتوبر/تشرين الأول 2021، ما أوقف انتقالاً قصير الأمد في البلاد إلى الديمقراطية بعد قرابة 3 عقود من الحكم الاستبدادي في عهد الرئيس السابق عمر البشير. وقد جاء الانقلاب بعد نحو عامين من الانتفاضة الشعبية التي أزاحت البشير وحكومته في أبريل/نيسان 2019.
فيما توصل العسكريون وجماعات مؤيدة للديمقراطية تحت وطأة الضغوط المتزايدة إلى اتفاق مبدئي في ديسمبر/كانون الأول 2022، من شأنه السماح بتشكيل حكومة مدنية.
لكن جماعات أخرى، منها متمردون، عارضوا الاتفاق الإطاري، ولا تزال المحادثات المدعومة دولياً جارية لحملهم على الانضمام إلى الاتفاق، وهو شرط وضعه الجيش لتسليم السلطة إلى المدنيين.
وفق الوكالة الأمريكية، فقد تصاعد الخلاف بين محمد حمدان دقلو وغيره من القادة العسكريين في الأسابيع الأخيرة، فقد صار قائد قوات الدعم السريع، المدعوم من الإمارات، يصرح علناً بانتقاده للعسكريين مؤخراً، وترجع بعض أسباب ذلك لمسألة تسليم السلطة للمدنيين، وبعضها الآخر يتعلق بالشرط الذي نصّت عليه الاتفاقية الإطارية بشأن دمج ميليشياته العسكرية في الجيش.
انتقادات محمد حمدان دقلو تثير المخاوف
بينما أثارت الانتقادات مخاوف من اشتباكات محتمَلة بين الجيش وقوات دقلو شبه العسكرية، التي اشتهرت بحملات الأرض المحروقة في نزاع دارفور ودورها الرئيس في فضّ اعتصام المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للجيش في يونيو/حزيران 2019.
مع ذلك، استبعد محمد حمدان دقلو في خطابه أي توترات بين قواته ومؤسسة الجيش، وصرح أمام قوات الدعم السريع بالقول: "لا مشكلة بين الجيش وقوات الدعم السريع. نحن نريد انتقالاً ديمقراطياً حقيقياً. نريد لهذا البلد أن ينهض".
لم يقدم حميدتي أدلة على ادعائه بأن القادة العسكريين في البلاد يرفضون تسليم السلطة إلى المدنيين، لكن تصريحاته يوم الثلاثاء، 7 مارس/آذار تُحيل فيما يبدو على الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الحاكم.
في المقابل، لم يرد متحدث باسم الجيش على مكالمات تطلب التعليق. وكان البرهان قال في وقت سابق إنهم مستعدون لتسليم السلطة بمجرد تسوية المدنيين لخلافاتهم.
بينما قاد كل من البرهان وحميدتي، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس المجلس السيادي، انقلاباً عام 2021. إلا أن محمد حمدان دقلو سعى في الأشهر الأخيرة إلى إعادة تشكيل صورته العامة وتحسين سمعة قواته، فصوَّر نفسه مدافعاً عن استعادة التحول الديمقراطي، ووصف الانقلاب بأنه "خطأ".