قال باحثون إن الصين تخطط لبناء شبكة أقمار صناعية ضخمة في مدار قريب من الأرض لتوفير خدمات إنترنت للمستخدمين على مستوى العالم، بهدف "كبح" شبكة أقمار ستارلينك الخاصة بإيلون ماسك، حسبما أفاد موقع Business Insider الأمريكي، الأحد 5 مارس/آذار 2023.
ويحمل هذا المشروع الاسم الرمزي "GW"، وفقاً لفريق بقيادة الأستاذ المساعد شو كان، بجامعة هندسة الفضاء التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في بكين. لكن ما يرمز إليه هذان الحرفان ليس معروفاً.
وقال شو وزملاؤه في ورقة بحثية عن التدابير المضادة لـ"ستارلينك" التي نُشرت في المجلة الصينية Command Control and Simulation في 15 فبراير/شباط الماضي، إن كوكبة GW ستضم 12.992 قمراً صناعياً تملكها شركة China Satellite Network Group Co الجديدة.
ولا يزال موعد إطلاق هذه الأقمار الصناعية مجهولاً، لكن هذا العدد سينافس حجم شبكة سبيس إكس التي ستضم أكثر من 12 ألف قمر صناعي بحلول عام 2027.
سباق مع "ستارلينك"
في السياق، قال فريق شو إنه من المرجح أن تُنشر كوكبة الأقمار الصناعية GW بسرعة "قبل اكتمال ستارلينك"، وكتبوا أن هذا "سيضمن أن يكون لبلدنا مكان في المدار المنخفض ويمنع كوكبة ستارلينك من السيطرة على موارد المدار المنخفض".
وقال الباحثون إنه يمكن أيضاً وضع الأقمار الصناعية الصينية في "مدارات لم تصل إليها كوكبة ستارلينك بعد"، وأضافوا أنها "ستكتسب فرصاً ومزايا على ارتفاعات مدارية أخرى، وستكبح ستارلينك".
ولفت الباحثون إلى أن الأقمار الصناعية الصينية يمكن تزويدها بقدرات لتنفيذ مهام مختلفة، مثل إجراء "مراقبة قريبة المدى وطويلة المدى لأقمار ستارلينك".
بينما طالبت دراسة حديثة أجرتها إدارة الفضاء الوطنية الصينية بالتعاون، وقالت إن شبكات الأقمار الصناعية المتنافسة قد تضر بعضها بعضاً.
تكنولوجيا تتبّع أقمار ستارلينك
ووفقاً لشركة سبيس إكس، يُتوقع أن تنمو شبكة ستارلينك، التي تضم الآن أكثر من 3000 قمر صناعي في المدار، لتضم أكثر من 40 ألف قمر صناعي. في حين قال فريق شو إن قدرة الصين في المراقبة الفضائية والدفاع لا يمكنها التعامل مع هذا العدد الضخم من الأقمار الصناعية.
وتتلقى أقمار ستارلينك بيانات من وزارة الدفاع الأمريكية لتخطيط أو تنسيق مواقعها، وهي مجهزة بأجهزة استشعار لمراقبة البيئة الفضائية، وفقاً للبحث.
وقال الباحثون: "قد تستخدم أقمار ستارلينك الصناعية قدرتها على المناورة المدارية لضرب وتدمير أهداف قريبة في الفضاء"، مشيرين إلى أن الصين تخطط لبناء أنظمة رادار قوية مدعومة بتكنولوجيا جديدة لتحديد وتتبُّع أقمار ستارلينك.
ووفقاً للباحثين، فهذا الرادار وإجراءات الكشف الأخرى ستُستخدم لتحديث "كتالوج ستارلينك" الذي سيحوي بيانات مفصلة عن كل قمر صناعي.
تحالف ضد "ستارلينك"
وقال فريق شو إن الحكومة الصينية يمكن أن تتعاون مع الحكومات الأخرى لتشكيل تحالف ضد "ستارلينك" و"مطالبة سبيس إكس بنشر أدق البيانات عن مدار أقمار ستارلينك".
وأضافوا أنه سيجري تطوير أسلحة جديدة، مثل الليزر والأمواج الدقيقة عالية الطاقة، لتدمير أقمار ستارلينك التي تمر فوق الصين أو مناطق حساسة أخرى.
يُذكر أن الجيش الأوكراني استعان بخدمات "ستارلينك" ضد القوات الروسية، ومنذ اندلاع الحرب دعا الباحثون العسكريون الصينيون مراراً إلى تطوير قدرات لتدمير "ستارلينك" إذا لزم الأمر.
وفي 13 فبراير/شباط الماضي، غرد إيلون ماسك بأن شركته "سبيس إكس" ستقيد الاستخدام العسكري لـ"ستارلينك" في حرب أوكرانيا، لأننا "لن نسمح بتصعيد الحرب واندلاع حرب عالمية ثالثة".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في 18 فبراير/شباط، إن الحكومة الأمريكية تحدثت إلى ماسك عن استخدام إنترنت ستارلينك بأوكرانيا، لكنه لم يخض في التفاصيل.