تواصل السلطات الإسرائيلية، الخميس 2 مارس/آذار 2023، لليوم الرابع على التوالي، إغلاق بلدة "حوارة" جنوب مدينة نابلس بعد تعرضها لهجوم واسع من المستوطنين مساء الأحد 26 فبراير/شباط، فيما أفرجت تل أبيب عن كل المستوطنين الذين اعتقلتهم على خلفية الاعتداءات.
والأحد، شهدت بلدة حوارة وعدد من القرى في محيط مدينة نابلس، هجمات غير مسبوقة من قبل مئات المستوطنين الإسرائيليين، أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة العشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية.
فيما قالت الشرطة الإسرائيلية لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إنه تم إطلاق سراح ستة مشتبه فيهم، ولا يُعتقد أنه تم اعتقال أي مستوطنين آخرين.
فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، "استشهاد" فتى (15عاما) برصاص الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية.
وقالت الوزارة إن "محمد نضال سليم (15 عاما) استشهد برصاص جيش الاحتلال الحي، وأصيب طفل آخر بجروح حرجة في الصدر في بلدة عزون شرقي قلقيلية شمال الضفة الغربية
من جانبه، قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة، إن "الجيش الإسرائيلي يفرض إغلاقاً على البلدة ويمنع فتح محالها التجارية".
وأضاف لـ"الأناضول": "مئات المتاجر على طول الشارع العام مغلقة لليوم الرابع، وسط وجود عسكري إسرائيلي مكثف"، ولفت إلى أن "الإغلاق تسبب بخسائر كبيرة، وتعطل حياة السكان".
وأشار مسؤول ملف الاستيطان إلى أن نشطاء وبعض الأهالي نظموا الخميس، وقفة وسط البلدة؛ في محاولة منهم لكسر الحصار.
وقوبل هجوم المستوطنين الإسرائيليين بإدانات دولية واسعة وضمن ذلك من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتقع قرية حوارة، جنوبي مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية، ويمر من خلالها آلاف المستوطنين يومياً للوصول إلى مستوطناتهم المقامة على أراضي محافظة نابلس.
وأفادت تقارير إعلامية، بأن مستوطنين ارتكبوا إطلاق نار وحرقاً متعمداً وضرب فلسطينيين بقضبان حديدية وحجارة، وأصيب نحو 390 فلسطينياً، غالبيتهم بجروح جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والدخان، كما تم إحراق ما لا يقل عن 30 منزلاً فلسطينياً وأكثر من 100 سيارة.
ومع قرب حلول شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي خلال أسابيع، يسعى وسطاء أجانب إلى تهدئة التوترات التي تصاعدت بعد سلسلة من المداهمات التي نفذها جيش الاحتلال في الضفة وتسببت في سقوط ضحايا، إضافة إلى حدوث هجمات نفذها فلسطينيون.
السفير الأمريكي توم نيدس، قال في مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، يوم الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023: "أنا قلق"، وأضاف: "ستكون هذه فترة معقدة للغاية نحن على وشك الدخول فيها، وعلينا الحفاظ على الهدوء قدر الإمكان لمنع الأمور من الخروج عن نطاق السيطرة، وهو ما يمكن أن يحدث بسهولة".
يُذكر أنه منذ بداية عام 2023، قتل الاحتلال ما يزيد على 60 فلسطينياً برصاص إسرائيلي، ورداً على الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أودى إجمالاً بحياة 10 إسرائيليين منذ بداية 2023.