الشرطة الإسرائيلية تعتقل مستوطنين مشتبهاً بهم في “هجوم حوارة”.. جنرال يُقر: فوجئنا بحدة العنف

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/01 الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/01 الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش
مستوطنون برفقة قوات من جيش الاحتلال - رويترز

ألقت الشرطة الإسرائيلية، الأربعاء 1 مارس/آذار 2023، القبض على 5 أشخاص للاشتباه بهم في الهجوم العنيف الذي شنه مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة هذا الأسبوع، وهو الهجوم الذي وصفه جنرال إسرائيلي بأنه "مذبحة"، وتسبب بضغوط على الحكومة الإسرائيلية، في حين اعتبرت السلطة الفلسطينية أن اعتقال مستوطنين غير كافٍ.

أشارت شرطة الاحتلال إلى أنها تتوقع المزيد من الاعتقالات خلال التحقيق الجاري بشأن عنف المستوطنين في بلدة حوارة الفلسطينية وحولها، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز. 

كانت بلدة حوارة وعدد من القرى الفلسطينية في محيط مدينة نابلس، قد شهدت هجمات غير مسبوقة من قِبل مستوطنين إسرائيليين، يوم الأحد 26 فبراير/شباط، وأسفرت الهجمات عن وفاة فلسطيني وإصابة عشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك عقب مقتل مستوطنين اثنين بإطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب البلدة.

من جانبه، قال قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، يهودا فوكس، إن قواته كانت مستعدة لمحاولة انتقام من المستوطنين، لكنها فوجئت بحدة العنف الذي قال إن عشرات الأشخاص ارتكبوه.

أضاف فوكس، في تصريح لمحطة "إن 12″، في وقت متأخر أمس الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، أن "الحادث الذي وقع في حوارة كان مذبحة نفذها خارجون عن القانون".

جاءت تصريحات فوكس وسط توترات متزايدة داخل الحكومة اليمينية القومية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تضم متشددين مؤيدين للمستوطنات يطالبون باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجمات الفلسطينية.

من بين هؤلاء وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي دعا الإسرائيليين إلى "عدم تطبيق القانون بأيديهم"، بينما اتهم حزبه، "القوة اليهودية"، نتنياهو بالضعف في مواجهة ما وصفه بالإرهاب.

في هذا الصدد، قال فوكس: "هذا لا يعني تطبيق القانون بأيديكم؛ لأن الملتزمين بالقانون لا يبثون الرعب بين السكان المدنيين. إن العقاب الجماعي لا يساعد في مكافحة الإرهاب، على العكس قد يسبب الإرهاب".

أثار التصعيد في الضفة شكوكاً في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تبني موقف متوازن بين واشنطن التي تضغط من أجل التوصل لحل وسط دائم، وبين حكومته التي تضم مستوطنين متشددين يطالبون باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجمات الفلسطينية.

أمتز أسا-إل، الزميل الباحث في معهد "شالوم هارتمان"، قال إن نتنياهو إذا لم يتمكن من السيطرة على أعمال العنف الآن، فسيتسبب ذلك في حدوث خلاف أكبر مع البيت الأبيض.

الاعتقالات "لا تكفي"

عقب الاعتقالات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال زيارة لقرية حوارة، اليوم الأربعاء، إن الاعتقالات غير كافية. وأضاف: "نحن نرى جريمة منظمة تقوم بها الحكومة الإسرائيلية وأدواتها المستوطنون".

رأى اشتية أن "تشكيل لجان الحماية الشعبية في القرى والمخيمات والمدن، هو الرد الحقيقي على كل ما يقوم به المستوطنون من عربدة"، وأضاف أنه "حان الوقت للتصدّي عبر المقاومة الشعبية لبطش المستوطنين، والضرورة مُلحّة للجان حماية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول. 

يأتي هذا فيما قال سكان إن المحال التجارية في قرية حوارة ظلت مغلقة بأمر من جيش الاحتلال، الأربعاء 1 مارس/آذار 2023، وسط انتشار عسكري إسرائيلي مكثف.

ومع قرب حلول شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي خلال أسابيع، يسعى وسطاء أجانب إلى تهدئة التوترات التي تصاعدت بعد سلسلة من المداهمات التي نفذها جيش الاحتلال في الضفة وتسببت في سقوط ضحايا، إضافة إلى حدوث هجمات نفذها فلسطينيون.

السفير الأمريكي توم نيديس، قال في مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب يوم الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023: "أنا قلق"، وأضاف: "ستكون هذه فترة معقدة للغاية نحن على وشك الدخول فيها، وعلينا الحفاظ على الهدوء قدر الإمكان لمنع الأمور من الخروج عن نطاق السيطرة، وهو ما يمكن أن يحدث بسهولة".

يُذكر أنه منذ بداية عام 2023، قتل الاحتلال ما يزيد على 60 فلسطينياً برصاص إسرائيلي، ورداً على الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أودى إجمالاً بحياة 10 إسرائيليين منذ بداية 2023.

تحميل المزيد