طلب زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أونغ، من مسؤولي الحكومة إحداث "تغيير جذري" في الإنتاج الزراعي في البلاد، وسط مخاوف من تفاقم أزمة نقص الغذاء، في الدولة النووية التي تتعرض لعقوبات واسعة وعزلة دولية، بسبب برنامجها النووي الذي يثير قلق الغرب.
جاء ذلك بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، وقال كيم إن تحقيق أهداف إنتاج الحبوب هذا العام أولوية قصوى، وشدد على أهمية استقرار الإنتاج الزراعي خلال اليوم الثاني من اجتماع حزبي موسع.
لم يوضح تقرير لوكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية، الإجراءات التي ستتخذها البلاد، لكن كيم قال إن التغييرات يجب أن تحدث في السنوات القليلة المقبلة.
يقول باحثون إن المزارع الجماعية تمثل الغالبية العظمى من الزراعة في كوريا الشمالية، وعادة ما يتشارك في مثل هذه المزارع العديد من صغار المزارعين الذين ينتجون المحاصيل بعمالة مشتركة.
تأتي تصريحات كيم وسط تقارير عن تزايُد مشاكل نقص الغذاء في البلاد، غير أن البلاد تنفي المزاعم عن عدم قدرتها على توفير الغذاء للمواطنين، وذكرت الوكالة أن كيم أشار في خطابه، يوم الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، إلى "أهمية نمو القوى الإنتاجية الزراعية" في دعم البناء الاشتراكي.
في وقت سابق من شهر فبراير/شباط 2023، قالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية إن الوضع الغذائي في الشمال "يبدو أنه تدهور"، وأشارت إلى أنه كان من النادر أن تعلن كوريا الشمالية عن اجتماع خاص بشأن استراتيجية الزراعة، كان من المقرر عقده في أواخر فبراير/شباط 2023.
تُعد كوريا الشمالية من البلاد المعرضة بشدة لكوارث طبيعية، بينها فيضانات وجفاف، بسبب نقص مزمن في البنى التحتية، وقطع أشجار الغابات، وعقود من سوء الإدارة العامة.
تفاقم الوضع مع إغلاق الحدود الذي فرضته الدولة منذ بداية جائحة كورونا، ولم تُخفَّف هذه القيود إلا مؤخراً؛ للسماح ببعض التبادل التجاري مع الصين المجاورة.
كانت كوريا الشمالية قد شهدت مجاعات بشكل دوري، تسببت إحداها في تسعينيات القرن الماضي في وفاة مئات آلاف الأشخاص، وربما الملايين، بحسب بعض التقديرات.
من جانبه، أفاد "موقع 38 نورث" المتخصص بشؤون كوريا الشمالية، بأنّ البلاد تعاني حالياً من أسوأ نقص في الغذاء منذ عقود، كما أكد تقييم نشره الموقع، في يناير/كانون الثاني 2023، أن نظام بيونغ يانغ يواجه مُجبراً "حالة طوارئ إنسانية معقدة، في صلبها انعدام الأمن الغذائي".
يُذكر أن كوريا الشمالية تتعرض لعقوبات دولية صارمة، بسبب أسلحتها النووية وبرامجها للصواريخ الباليستية، وتعرَّض اقتصادها لمزيد من الضغط بسبب إجراءات الإغلاق الصارمة للحدود، التي تفرضها على نفسها بهدف وقف انتشار جائحة كورونا.