روى ناجيان من الزلزال المُدمر الذي ضرب جنوبي تركيا يوم 6 فبراير/شباط 2023، كيف اضطرا إلى إلقاء أطفالهما من النوافذ لإنقاذهم من الموت، بعدما بدأت الأبنية في الانهيار ولم يتبق لديهما خيار إلا اللجوء إلى رمي الأطفال، في تصرف مليء بالمخاطر.
اللاجئ السوري محمد موسى، كان يسكن مع عائلته في مدينة نورداغي، التابعة لولاية غازي عنتاب، جنوبي تركيا، إحدى أكثر المدن التي تضررت بالزلزال، قال إنه عندما بدأت الأرض بالاهتزاز "انهارت جدران إحدى الغرف، فهرعت مع زوجتي وأطفالي الثلاثة باتجاه الباب".
أضاف موسى: "عندما فتح الباب بدأ درج المبنى في الانهيار، فلم يعد أمامنا سوى النافذة"، وأوضح أنه خلال محاولتهم الوصول إلى النافذة كان البيت يميل بهم، وانزلق أحد الأطفال بالاتجاه المعاكس، إلا أن والدته تمكنت من إمساك قبعته الموصولة بقميصه، وسحبته باتجاه النافذة.
عندما وصل موسى وأفراد عائلته إلى النافذة، كانت الأرض تبعد عنهم نحو 3 أمتار، على الرغم من أنهم موجودون في الطابق الثاني، إذ إن البناء نزل إلى الأسفل، وأضاف: "ألقيت أطفالي الثلاثة إلى الأرض غير الصلبة؛ لكونها حديقة المسكن"، ثم قفز مع زوجته من النافذة.
موسى أشار إلى أن "الأبنية كانت تميل وتعود باتجاهنا، وكنا محظوظين بأنها لم تسقط علينا بشكل مباشر، فكتبت لنا النجاة"، وأفاد بأن جميع الأبنية المجاورة لبنائهم تدمرت، من بينها البناء الذي يسكن فيه والداه.
أكد موسى أن والديه ماتا تحت الأنقاض رفقة شقيقه، كما أن شقيقته وزوجها وبناتها الأربع توفوا في انهيار بناء آخر مجاور لهم.
عبد الله يوسف العبيد، وهو لاجئ سوري آخر في نورداغي، قال: "عندما وقع الزلزال كانت زوجتي مستيقظة، فأيقظتني على الفور، فما كان مني إلا أن هرعت إلى غرفة أطفالي الأربعة وسحبتهم إلى الممر".
أشار العبيد إلى أن غرفة الأطفال انهارت، "ثم فتحتُ الباب قاصداً الدرج، فسقط الدرج، فلم يعد بإمكاننا لا الرجوع ولا التقدم، فأيقنا بأننا ميتون لا محالة، وبدأنا في نطق الشهادتين".
أضاف: "في تلك اللحظة، لاحظت أن هناك ممراً ضيقاً غير مهدم، يمكن السير منه إلى منزل جاري المقابل لمنزلنا في الطابق الثالث، فاتجهنا إلى هناك، ولحسن الحظ فتح جاري الباب، فهرعنا جميعاً نحو نافذته".
ألقى "العبيد" بنفسه أولاً من النافذة التي باتت على ارتفاع 3 أمتار عن الأرض، وبعد ذلك "بدأوا يلقون الأطفال السبعة (أطفالي الأربعة، وأطفال جاري الثلاثة) إليّ، وأنا أمسكهم من الأسفل وأضعهم جانباً، بعدها نزلت زوجتي وجاري وزوجته فنجونا".
أوضح أن ما حدث لهم معجزة لا تصدق، فقدْ كان جاره مثله فقَدَ الأمل في النجاة واستسلم للموت "قبل أن أطرق الباب عليه، وأتجه بسرعة نحو النافذة".
وكانت مناطق في جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا، قد تعرضت في 6 فبراير/شباط 2023، لزلزال بقوة 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، وتبعته مئات الهزات الارتدادية العنيفة.
تجاوز عدد وفيات الزلزال في تركيا وسوريا 50 ألفاً، الجمعة 24 فبراير/شباط 2023، بعدما أعلنت تركيا عن زيادة جديدة في حصيلة الوفيات.
إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) قالت إن عدد القتلى من الهزات الأرضية في تركيا ارتفع إلى 44218 قتيلاً ليل الجمعة، وبإضافة أحدث رقم معلن في سوريا وهو 5914 قتيلاً، يرتفع عدد القتلى الإجمالي في البلدين متجاوزاً 50 ألفاً.