أقر اجتماع عربي طارئ بالقاهرة، بالإجماع، طلب "توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني"، ودعا إلى "تشكيل آلية عملية وفعالة للتنفيذ"، رافضاً التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وكان آخرها اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس.
جاء ذلك في اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، مساء الخميس 23 فبراير/شباط 2023، على مستوى المندوبين، بناءً على طلب فلسطين، بعد تطورات الأوضاع في نابلس شمالي الضفة الغربية.
والخميس، عَمَّ الأراضي الفلسطينية إضراب شامل غداة قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينياً وإصابة العشرات بالرصاص الحي خلال اقتحامه مدينة نابلس.
تحرك عربي لمواجهة العدوان
وجاء القرار بعنوان "التحرك العربي والدولي لمواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدينة نابلس وعموم الأرض الفلسطينية المحتلة، وطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني"، بحسب بيان للجامعة نقلته وكالة الأنباء المصرية.
وتمت الموافقة على "القرار من جانب جميع الدول العربية (22 دولة باستثناء سوريا المجمدة عضويتها)".
ويشمل القرار "إدانة مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني… بما فيها العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدينة نابلس".
وطالب مجلس الجامعة العربية "مجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية فعالة وكفيلة بوقف جميع جرائم وانتهاكات وممارسات إسرائيل".
وأكد المجلس على "حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال النضال ضد الاحتلال، وفقاً لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك المقاومة الشعبية السلمية، وتسخير الطاقات العربية الممكنة لدعمها".
حماية المدنيين الفلسطينيين
وطالب المجلس "المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين، لاسيما قراري مجلس الأمن رقم 904 (1994) ورقم 605 (1987)، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول حماية المدنيين الفلسطينيين رقم 20 /10 RES/ES (201)".
كما حث المجلس "دول ومؤسسات المجتمع الدولي للمشاركة في حماية المدنيين الفلسطينيين وتشكيل آلية عملية وفعالة لتنفيذ ما جاء في قرار الجمعية العامة وتقرير السكرتير العام للأمم المتحدة، والذي تضمن خيارات قابلة للتطبيق لحماية المدنيين الفلسطينيين"، دون ذكر تلك الخيارات.
وعقب الاجتماع، صرح الأمين العام المساعد للجامعة، حسام زكي، بأن "الاجتماع اعتمد مطلباً رئيسياً وهو توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في ظل انتهاكات إسرائيل، وآخرها ما ارتكبته في نابلس".
زكي أشار إلى أن "مشروع القرار طالب به الجانب الفلسطيني، وتمت الموافقة عليه بالإجماع"، دون توضيح الخطوة التالية لتنفيذ تلك الحماية الدولية.
"الحماية الدولية"
والأربعاء، طلبت فلسطين عقد اجتماعات طارئة لكل من مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لتوفير "الحماية الدولية" لفلسطين، وسط إدانات عربية واسعة للاقتحام الإسرائيلي لنابلس.
وعلى أثر ذلك، قالت مصادر فلسطينية وأمريكية وإسرائيلية إن السلطة الفلسطينية هدَّدت بالانسحاب من "قمة أمنية" من المقرر عقدها مع الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ومصر، بعد استشهاد 11 فلسطينياً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإصابة العشرات في اقتحام بالضفة الغربية المحتلة، يوم الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023.
موقع Axios الأمريكي قال إن القمة الأمنية، التي من المقرر عقدها يوم الأحد 26 فبراير/شباط، تهدف إلى إضفاء الطابع الرسمي على التفاهمات التي أُعلن التوصل إليها هذا الأسبوع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأدت إلى تأجيل التصويت على قرار كانت السلطة تنوي التقدم به إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.