شل الإضراب العام، الخميس 23 فبراير/شباط 2023، كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية، حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في اقتحام الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023، إذ قتلت القوات الإسرائيلية 11 فلسطينياً، وأصابت أكثر من 100 آخرين، وفق الحصيلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية.
وشمل الإضراب المحالّ التجارية، وقطاع النقل والمواصلات، والتعليم في المدارس والجامعات، والبنوك ومحال الصرافة، والمؤسسات الحكومية.
إذ قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إن "الإضراب الشامل يعم كافة محافظات الضفة الغربية، وهو شكل من أشكال المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي"، مضيفاً أن "الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد في مواجهة الاحتلال".
ووصف أبو يوسف العملية العسكرية في نابلس بـ"المجزرة"، داعياً لتدخل دولي لوقف "العدوان" الإسرائيلي.
وأردف: "تنظم الخميس مسيرات على نقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي تنديداً بالجريمة".
والأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، "استشهاد" 11 فلسطينياً، بينهم 3 مسنين وقاصر، في عملية عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي في نابلس.
على إثر ذلك، دعت القوى والفصائل الفلسطينية (تضم كافة الفصائل)، إلى "إضراب شامل في كافة محافظات الوطن، حداداً على أرواح شهداء نابلس، وتنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي".
وفي بيان لها، حمّلت الفصائل "المجتمع الدولي المسؤولية عن تغول الاحتلال وارتكابه لجرائم الحرب المتواصلة، وسط صمت دولي مستهجن ومرفوض، يجعل المجتمع الدولي شريكاً فعلياً في تحمل مسؤولية هذه الجرائم، وما سيترتب عليها".
واستجابة لدعوة الفصائل، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة، عن تعليق دوام كافة المدارس الحكومية، والخاصة، ومدارس الوكالة، ورياض الأطفال، كما أن الجامعات أعلنت عن الالتزام بالإضراب، كما علقت مدارس القدس دوامها اليوم، انسجاماً مع الموقف الوطني العام.
ونظمت الأربعاء العديد من المسيرات والوقفات التضامنية في قطاع غزة "دعماً ومساندة للمقاومة في القدس والضفة الغربية ونابلس"، حتى إن بعض الشباب الثائرين في القطاع خرج في مظاهرات في مخيم "ملكة"، شرقي مدينة غزة، قرب السلك الفاصل، وأشعلوا إطارات السيارات، في إشارة احتجاجية على ما قام به جيش الاحتلال.
كما أدانت دول ومنظمات عربية وإسلامية، مساء الأربعاء، الاقتحام الإسرائيلي لمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، والذي خلف شهداء ومصابين فلسطينيين.
وتشهد الضفة الغربية والقدس المحتلتان حالة من التصعيد المستمر، منذ وصول بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة إلى السلطة، وإعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، سياسة استيطانية وأمنية تصعيدية مع الفلسطينيين.
ومنذ عدة أشهر يلاحق الجيش الإسرائيلي جماعة "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة، التي تتخذ من البلدة القديمة في نابلس مركزاً لها.
وتقول الجماعة إنها ترد على اعتداءات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته.