“الموت كان أقرب إليهم وأسرع منا”.. شهادة مؤثرة من متطوعة تبحث عن ناجين من زلزال سوريا

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/22 الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/22 الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش
من عمليات الإنقاذ في سوريا بعد الززال المدمر - رويترز

شهادات صادمة تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن حجم الدمار والمآسي التي خلَّفها زلزال سوريا، خاصة في مناطق الشمال التابعة للمعارضة، ورغم مرور 16 يوماً على الكارثة، فإن الشهادات لا تتوقف في محاولة لنقل هول الفاجعة.

فقد روت عاملة إنقاذ متطوعة في الشمال السوري لموقع Middle East Eye البريطاني الثلاثاء 21 فبراير/شباط 2023، حجم الدمار الذي شاهدته أثناء عملها على خط المواجهة مع الكارثة الإنسانية التي لحقت بالمنطقة من جراء الزلزالين اللذين لحقا بها.

حيث قالت ثريا تامر إن المنازل خلال زلزال سوريا اهتزت بقوة أكبر من اهتزازها لأي غارة شنَّها النظام السوري على مدى السنوات الماضية منذ اندلاع الثورة في عام 2011 والحرب الأهلية بعدها.

مساعٍ كبيرة لإنقاذ ضحايا زلزال سوريا

تشارك ثريا منذ أكثر من أسبوعين في مساعي الإنقاذ للمحاصرين تحت الأنقاض في إدلب، بعد الزلزالين الهائلين اللذين ضربا جنوب تركيا وشمال سوريا؛ حيث المناطق ذاتها التي كان يعمل فيها رفاقها من منظمة "الخوذ البيضاء" على إنقاذ الرجال والنساء والأطفال من المباني الواقعة تحت قصف النظام السوري طيلة سنوات.

منذ الزلزالين، تبذل فرق الإنقاذ وسعها للتعامل مع آثار الكارثة التي تضرر منها 4 ملايين شخص تضرراً مباشراً، لكنهم يعلمون بإمدادات أقل من المعتاد في مثل هذه الظروف.

تروي ثريا اللحظات الأولى للزلزال، فتقول: "أول الزلزال، اندفعنا للخروج من المنزل، وكنت أسمع أصوات الجيران والأطفال وهم يهرعون من المباني. ثم بدأت جميع المساكن في الانهيار، وكان الذعر مهولاً. حينئذ تدرك أنك خيط الأمل الوحيد المتبقي لديهم، فلا يمكنك الوقوف عاجزاً، وإنما عليك أن تتصرف".

كانت منظمة "الخوذ البيضاء" -المعروفة رسمياً باسم الدفاع المدني السوري- بدأت عملها بمساعدة الناس في جميع مناطق المعارضة السورية مع تصاعد الحرب في عام 2012، حتى اكتسبت الآن شهرة عالمية بوصفها المجموعة التي تخاطر بالتوغل في المناطق التي يخاف غيرهم أن يطأوا بأقدامهم فيها.

"الموت كان أقرب إليهم وأسرع منا"

تقول ثريا إن جهود الإنقاذ في مناطق المعارضة بسبب زلزال سوريا كانت صعبة أولاً لبطء استجابة الأمم المتحدة في أعقاب الزلزال، ثم لانتظارِ الإذن من بشار الأسد لإيصال المساعدات عبر معابر حدودية إضافية مع تركيا.

قالت فرق الإنقاذ المحلية إن مئات المدنيين ربما قضوا في الأيام الثلاثة الأولى بعد الزلزال لافتقارِهم إلى مساعدات الإنقاذ. وتروي ثريا أنهم، وإن تمكنوا من إنقاذ بعض الناس، فإن كل عملية إنقاذ كانت تأتي مصحوبة بخبر وفاة كثيرين ممن لم يصل إليهم العون في الوقت المناسب.

تذكرت ثريا فتاة اسمها آية تمكنوا من إنقاذها، لكنها ما كادت تفرح بنجاتها إلا وعرفت أن والديها قد ماتا تحت أنقاض زلزال سوريا، فأنت "تفرح لإنقاذ شخص ما، وتشعر بسعادة جمة، لكنك ما تلبث أن تتألم بعد أن يتبين لك أنك أنقذت الطفل الوحيد الذي بقي حياً من العائلة، وأن جميع أفراد الأسرة ماتوا، ولن يكونوا معه"، و"تكاد مشاعر الحزن أن تستحوذ عليك، لكن لا بد أن تتحلى برباطة الجأش لتواجه كارثة مثل هذه".

في ظل انتهاء جهود البحث والإنقاذ في مناطق الشمال بعد زلزال سوريا، قالت ثريا إنها تلوم نفسها؛ لأنها عجزت عن إنقاذ المزيد من الناس، و"أريد أن أبعث برسالة إلى جميع من طلبوا مساعدتنا، لكننا عجزنا عن مساعدتهم".

كما أضافت: "من طلبوا منا إنقاذ عائلاتهم وأطفالهم من تحت الأنقاض، لكن الموت كان أقرب إليهم وأسرع منا؛ أريد أن أعتذر إليهم عن كل شخص مات ولم نتمكن من مساعدته ولا إنقاذه".

تحميل المزيد