أشارت وثيقة مسربة من الكرملين إلى أن موسكو تخطط لإتمام بسط سيطرتها بالكامل على أقرب حليف لها؛ بيلاروسيا، في إطار مشروع إقامة "روسيا العظمى" الجديدة، بحسب ما نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية.
وكثيراً ما تحدّث فلاديمير بوتين عن إمكانية إعادة حدود روسيا الإمبريالية السابقة، بدمج أوكرانيا وبيلاروسيا داخل حدودها، وناقش الزعيم الروسي فكرة "روسيا العظمى" في مقال من 5000 كلمة، بات يُنظر إليه على أنه مبرره لحرب أوكرانيا.
كما وصف ضباط المخابرات الغربية وثيقة "الاستراتيجية الداخلية"، المكونة من 17 صفحة، التي نشرتها لأول مرة مجموعة من الصحف الأوروبية، من ضمنها صحيفة Kyiv Independent، بأنها "حقيقية ومنطقية".
ومشروع الكرملين للسيطرة على بيلاروسيا، التي نالت استقلالها عن الاتحاد السوفييتي عام 1990، قائم منذ ما يقرب من 24 عاماً وحتى الآن، وكان يُعتقد إلى حد كبير أن هذا المشروع، الذي أطلق عليه "دولة الاتحاد"، اتفاقية شراكة تقوم على المصالح المشتركة.
إلا أنه وفقاً للوثيقة، ستواصل روسيا توسيع حضورها العسكري في بيلاروسيا حتى يصبح دائماً، ويمتثل الجيش البيلاروسي للوائح الروسية، وأشارت الوثيقة أيضاً إلى أن الكرملين يسعى إلى توحيد مينسك وموسكو في العملة ونظام الضرائب.
ولكن لم توضح الوثيقة إن كان ذلك يعني الروبل الروسي، ولكن يُستبعد أن تغير روسيا عملتها.
يقول مايكل كاربنتر، سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: "أهداف روسيا مع بيلاروسيا هي نفسها مع أوكرانيا. الفارق الوحيد أنها في بيلاروسيا تعتمد على الإكراه وليس الحرب، ولا يزال هدفها النهائي الدمج الكامل".
وفي ظل مشروع دولة الاتحاد، الذي خُطط له للمرة الأولى عام 1999، وكان في مؤخرة الاهتمامات، إلى أن طلبت بيلاروسيا خصماً على النفط الروسي، ووافق الكرملين على خفض سعره مقابل تنازلات سياسية كانت البداية الفعلية لعملية السيطرة التدريجية.
كما تمكن بوتين تدريجياً من زيادة سيطرته على مينسك، بسبب موقف لوكاشينكو غير المستقر في الداخل، وعام 2021 دعم الزعيم الروسي نظيره في الاحتفاظ بالسلطة، بعد أن واجه لوكاشينكو ثورة لإصلاح الانتخابات الرئاسية.
والرئيسان في طريقهما الآن لإتمام اتفاقية "دمج سياسي" عام 2025، التي تعزز الكثير من خطط الضم كتابةً، لتمكين الكرملين من إتمام بسط سيطرته في السنوات الخمس التالية.