قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته السبت 18 فبراير/شباط 2023، إن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، كشفت عن إحباط أجهزة الشرطة والأمن 15 مؤامرة دبرتها إيران، إما لخطف أو قتل أفراد بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة؛ لأنها تعتبرهم أعداء للنظام.
حيث أُعلِنَت عن حصيلة محاولات الاغتيال والخطف عقب ساعات من إعلان محطة إيرانية نقل عملياتها من مقر لندن إلى الولايات المتحدة؛ إثر تصاعد المخاوف بشأن سلامة صحفييها من طهران.
تلفزيون إيران يغلق مقره في بريطانيا
عملاً بنصيحة شرطة متروبوليتان، أغلقت شبكة تلفزيون إيران الدولي "على مضض" استديوهاتها في لندن، بعدما عَنَت التهديدات المدعومة من الدولة أنه لم يعُد من الممكن حماية طاقم عمل القناة والعامة في المنطقة المحيطة.
من جانبه، قال مات جوكس، رئيس عمليات مكافحة الإرهاب في شرطة متروبوليتان، إنَّ القرار جاء على خلفية التهديدات المتزايدة من دول معادية.
أضاف جوكس: "تضاعف عبء العمل الإجمالي في التحقيق في التهديدات من الدول الأجنبية أربع مرات خلال العامين الماضيين"، مشيراً إلى وضع مجموعة من الإجراءات الأمنية الوقائية للتخفيف من التهديدات الموجهة لأهداف أخرى مقرها المملكة المتحدة.
تابع: "يواصل الضباط من شرطة مكافحة الإرهاب جنباً إلى جنب مع الضباط المحليين والمتخصصين الآخرين من متروبوليتان العمل رداً على التهديدات المحتملة المتوقعة من إيران ضد عدد من الأفراد المقيمين في المملكة المتحدة".
تهديدات ضد إيرانيين معارضين في بريطانيا
يذكر أنه وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022 نُشِرَت مركبات مسلحة خارج استوديوهات قناة إيران الدولية في تشيسويك، غربي لندن، بعد تهديدات "شديدة وذات مصداقية" ضد اثنين من صحفيي القناة المقيمين في المملكة المتحدة.
صرح جوكس: "في ضوء التحقيق الجاري الذي أعقب اعتقال رجل نهاية الأسبوع الماضي في تلك المنطقة [غرب لندن]، وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية غير العادية، لا تزال لدينا مخاوف جدية بشأن سلامة العاملين في هذه الشركة".
كان محمود عنايت، المدير العام للمحطة، قد أعلن في وقت سابق عن التحرك عبر المحيط الأطلسي، قائلاً: "لا أصدق أنَّ الأمر قد وصل إلى هذا الحد. لقد تسببت دولة أجنبية في حدوث مثل هذا التهديد الكبير للجمهور البريطاني على الأراضي البريطانية؛ لدرجة أننا يجب أن ننتقل".
فيما وصف عنايت التصعيد بأنه تهديد للشعب البريطاني و"اعتداء" على قيم السيادة والأمن وحرية التعبير. وقال: "نرفض أن تُسكِتنا هذه التهديدات الجبانة. سنواصل البث ولن يردعنا شيء".
كما أشار جوكس إلى أنَّ النقل القسري يبرز الضغوط التي تواجه الصحافة في بعض أنحاء العالم.
في سياق متصل، فقد سبق أن تعرضت مكاتب BBC في الهند للتفتيش من مسؤولي الضرائب، بعد أسابيع من بثها لفيلم وثائقي ينتقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
أضاف جوكس: "النصيحة بالانتقال لم تكن هيّنة. فالوضع الذي يواجهه الصحفيون في جميع أنحاء العالم، وحقيقة أنَّ بعض الصحفيين يواجهون مثل هذه النوايا العدائية من دول أجنبية أثناء وجودهم في المملكة المتحدة يمثلان حقيقة صعبة، لكننا مصممون على مواجهتها".
تابع: "قد تمثل هذه الأخبار أيضاً مصدر قلق لأعضاء الشتات الإيراني الأوسع في المملكة المتحدة. وإذا كان لدى أي شخص مخاوف بشأن سلامته الشخصية أو سلامة شخص آخر، فعليه الاتصال بقوات الشرطة المحلية".