قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، خلال لقائه بوزير الداخلية توفيق شرف الدين وقيادات أمنية في قصر قرطاج بالعاصمة تونس، الجمعة 17 فبراير/شباط 2023، إن حملة التوقيفات التي بدأت قبل أيام، جاءت لأن الموقوفين "استولوا" على مبالغ ضخمة وتسببوا بإفلاس مصارف، وبحسب الرئاسة "تداول الاجتماع سير الأبحاث (التحقيقات) في قضية التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".
بيان الرئاسة التونسية الذي نشرته على حسابها الرسمي في فيسبوك، نقل عن سعيد، قوله إن "التآمر والفساد والاستيلاء على أموال ضخمة من مؤسسات مصرفية وُزّعت خارج كل إطار قانوني وأدّت إلى الإعلان عن إفلاس بعضها، هو السبب وراء الإيقافات التي شملت قيادات حزبية وقاضيَين ورجل أعمال ومحامياً وناشطاً". والثلاثاء، اتهم سعيّد بعض الموقوفين مؤخراً بـ"التآمر على أمن الدولة"، وحمَّلهم المسؤولية عن أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار.
أضاف سعيّد، أنه "حريص على معرفة الحقيقة كاملة في كنف الاحترام التام للقانون"، وفق المصدر نفسه. كما شدد على أنه "تمّ احترام جميع الإجراءات رغم أن البعض يبحث عن أحكام للتهرّب من المساءلة والمحاسبة"، دون ذكر تفاصيل إضافية.
قيس سعيد يرفض انتقادات تخص حرية التعبير
بحسب بيان الرئاسة، أكد سعيّد أن "حرية التعبير مضمونة ولا وجود لعلاقة إطلاقاً بين هذه الإيقافات وحرية التعبير". والخميس، رفض سعيّد الانتقادات الدولية بشأن التوقيفات التي شهدتها بلاده خلال الأيام الماضية وطالت سياسيين وناشطين.
كذلك وقبل أيام عبّر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه إزاء "حملة القمع المتزايدة ضد المعارضين السياسيين والمجتمع المدني في تونس".
أما وزارة الخارجية الأمريكية، فأعربت الأربعاء، عن احترامها لتطلعات الشعب التونسي إلى سلطة قضائية مستقلة وشفافة قادرة على حماية الحريات الأساسية.
مظاهرات ضد قيس سعيد
في سياق متصل، احتج عشرات الصحفيين التونسيين، الخميس، دفاعاً عن حرية الصحافة ورفضاً لـ"تركيع الإعلام"، بعد أيام من اعتقال مدير إذاعة محلية خاصة ضمن حملة اعتقالات. وبدعوة من نقابة الصحفيين، تجمع المحتجون في "يوم غضب" بساحة القصبة قرب مقر الحكومة في تونس العاصمة، وفق مراسلة الأناضول.
ردد المحتجون شعارات، منها: "الحرية الحرية للصحافة التونسية"، و"إعلام حر صحافة مستقلة"، و"مهنية مهنية الصحافة وطنية"، و"رانا صحفيين ماناش إرهابيين" (نحن صحفيون ولسنا إرهابيين). كما رفعوا لافتات مكتوباً عليها: "لا لتقييد الصحافة"، و"لا لتركيع الإعلام"، و"لا لضرب ديمومة وسائل الإعلام".
في كلمة خلال الوقفة الاحتجاجية، قال نقيب الصحفيين مهدي الجلاصي: "نحن في حالة استنفار قصوى للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير عن حق الشعب التونسي في الإعلام والمعلومة". وتابع: "نطالب بأن تبقى للمؤسسات الإعلامية استقلاليتها.. مواصلون في الدفاع عن ذلك، ولا نجد حرجاً في القول إن إيقاف مدير عام إذاعة موزاييك (خاصة) نور الدين بوطار، كان على خلفية ما تقدمه من إعلام مستقل وموضوعي".
أردف: "أزعجهم (يقصد السلطات) الإعلام المستقل.. يريدون إعلاماً للتطبيل يتماهى مع سياساتهم في التغطية على فشلهم بمحاولة السيطرة على الصحافة والإعلام". وقبل أيام، شنت السلطات حملة اعتقالات شملت "بوطار" وآخرين بينهم قيادات حزبية وقاضيان ورجل أعمال ومحامٍ وناشط.