قال البيت الأبيض، الجمعة 17 فبراير/شباط 2023، إن مجموعة مرتزقة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، تكبّدت أكثر من 30 ألف قتيل، منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، يوم 24 فبراير/شباط 2022، مشيراً إلى مقتل نحو تسعة آلاف من هؤلاء المقاتلين خلال عمليات قتالية.
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أوضح في تصريح للصحفيين في إفادة دورية، أن الولايات المتحدة تقدر أن 90% من أفراد "فاغنر" الذين لقوا حتفهم في أوكرانيا، منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، هم سجناء مدانون.
كيربي أضاف نقلاً عن معلومات استخباراتية، أن نصف إجمالي عدد القتلى وقع منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2022، مع زيادة حدة القتال في مدينة باخموت بشرقي أوكرانيا.
كذلك لفت كيربي إلى أن مجموعة "فاغنر" حققت مكاسب متزايدة داخل باخموت وحولها خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن تلك المكاسب استغرق تحقيقها عدة أشهر وجاءت "بتكلفة مدمرة لا يمكن تحملها".
أضاف كيربي في هذا الصدد: "من المحتمل أن ينتهي بهم الأمر بالنجاح في باخموت، لكن ذلك سيثبت أنه ليس له قيمة حقيقية، لأنه ليس له قيمة استراتيجية حقيقية"، وقال إن القوات الأوكرانية ستحتفظ بخطوط دفاعية قوية عبر منطقة دونباس.
في سياق متصل، أشار كيربي للصحفيين إلى أن "فاغنر" ما زالت تعتمد بشكل كبير على المدانين الذين أرسلوا إلى الحرب بدون تدريب أو معدات، وذلك رغم ما أعلنه يفجيني بريغوجين، مؤسس "فاغنر"، في الآونة الأخيرة، عن التوقف عن تجنيد السجناء للقتال في أوكرانيا.
صحيفة The Times البريطانية، ذكرت في تقرير لها، الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023، أنه وفقاً لاستخبارات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن روسيا تخسر نحو ألفي رجل مقابل كل 100 متر تكسبها، على حد قولها.
يأتي هذا فيما يطالب جنود أوكرانيون يقاتلون لصد هجوم روسي على مدينة باخموت بمزيد من الأسلحة من حلفاء كييف، في الوقت الذي اجتمع فيه كبار الزعماء الغربيين في ميونيخ، الجمعة 17 فبراير/شباط 2023، لتقييم الحرب المستمرة منذ عام التي هزت أوروبا.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا الحلفاء في مداخلة له عبر الفيديو أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس الجمعة، لـ"تسريع" جهود دعم أوكرانيا، مشدداً على أنه "لا بديل عن انتصار أوكرانيا".
أضاف زيلينسكي: "نحتاج إلى السرعة، سرعة في إبرام اتفاقاتنا، سرعة في الإمدادات لتعزيز معركتنا، سرعة في القرارات للحد من القدرة الروسية. لا بديل عن السرعة لأن عليها تعتمد الحياة، لا بديل عن انتصار أوكرانيا، لا بديل عن أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، لا بديل عن أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي".
وبعد ما يقرب من عام على الهجوم الروسي على أوكرانيا، تكثف قوات الرئيس فلاديمير بوتين هجماتها في الشرق، وتخطط أوكرانيا لشن هجوم مضاد في الربيع، لكنها تريد أسلحة أكثر وأثقل وأطول مدى من حلفائها الغربيين.
تُعد الحرب الروسية الأوكرانية أسوأ صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وخروج ملايين من ديارهم وتضرر الاقتصاد العالمي، وتحول بوتين إلى منبوذ في الغرب.
يقول يوتين إنه يقاتل من أجل أمن روسيا ضد حلف شمال الأطلسي، الذي يتوسع بقوة، لكنّ كييف وحلفاءها وصفوا الهجوم الروسي بأنه غزو استعماري الطابع لأوكرانيا، التي كانت في السابق جزءاً من الاتحاد السوفييتي الذي هيمنت عليه روسيا.